في مساء يوم الخميس المقبل، الموافق 13 مارس/آذار، ومع غروب الشمس خلف الأفق البعيد، سيبدأ القمر في اكتساب لونه الأحمر المميز في ظاهرة فلكية تُعرف بـ “القمر الدموي”، تحدث للمرة الأولى منذ ما يقارب العامين والنصف. وتتزامن هذه الظاهرة النادرة مع كسوف كلي للقمر، تحت ظروف خاصة، وتستمر لبضع ساعات قبل أن تنتهي.
ما هو القمر الدموي؟
قد يبدو مصطلح “القمر الدموي” مروعا بعض الشيء، لكنه في الحقيقة يشير إلى اللون البرتقالي المائل إلى الأحمر الذي يظهر على سطح القمر أثناء الكسوف الكلي. على عكس القمر المكتمل (البدر) الذي يتلألأ بسبب أشعة الشمس، يتسبب الكسوف الكلي في أن تُلقي الأرض بظلها على القمر. ونتيجة لذلك، يتحول القمر إلى لون أحمر مميز، ليظهر وكأنه مغطى بالدم، كما تخيل الأقدمون.

على أرض الواقع، ليس للقمر أي علاقة بهذا التغير الدرامي في لونه، بل يتعلق الأمر بالغلاف الجوي للأرض وخصائص انكسار الضوء وانتشاره. فعلى الرغم من أن جسم الأرض يحجب الضوء القادم من الشمس إلى القمر، فإن الضوء ينكسر عند مروره عبر الغلاف الجوي مما يسمح لبعض أطوال الموجات الضوئية بالمرور.
عند مرور الضوء عبر الغلاف الجوي، تتعرض الأطوال الموجية القصيرة للتشتت، مثل اللون الأزرق، في حين تستغرق الأطوال الموجية الأطول مثل الأحمر مزيدا من الوقت لكي تتشتت.
هذا التشتت هو السبب نفسه وراء ظهور السماء باللون الأزرق خلال النهار، حيث تشتت الأطوال الموجية الزرقاء في جميع الاتجاهات. وفي ساعات الفجر والغروب، يمر ضوء الشمس عبر مزيد من الغلاف الجوي، مما يسمح للأطوال الموجية الحمراء بالتشتت حينها، ما يؤدي إلى ظهور السماء بالألوان البرتقالية والحمراء في تلك الفترات.
الأمر ذاته يحدث أثناء الكسوف الكلي للقمر، حيث تحجب الأرض الضوء المباشر عن القمر. وفي هذه الحالة، ينكسر الضوء الذي يمر عبر الغلاف الجوي للأرض وينحني حول أطرافها، مما يسبب الوهج الأحمر الغريب الذي يظهر على سطح القمر. يمر القمر عبر ظل الأرض عدة مرات في السنة فقط، وذلك بسبب ميل مداره الطفيف. وبالتالي، فإن اللون الأحمر الذي يظهر أثناء القمر الدموي هو حدث نادر لا يمكن مشاهدته إلا مرات معدودة في السنة.