المقدمة
يعد اضطراب طيف التوحد اضطرابا نمائيا عصبيا يحدث خلال السنوات الأولى من عمر الطفل وينتج عنه اضطراباتٌ عصبيةٌ تؤثرُ في وظائف الدماغ وتظهر على شكل مشكلات في عدَّةِ جوانب، مثل: التَّفاعل والتَّواصل الاجتماعي ونشاطات اللَّعب وهؤلاء الأطفال يستجيبون دائماً إلى الأشياء أكثر من استجاباتهم للأشخاص ويضطرب هؤلاء الأطفال من أي تغيير يحدث في بيئتهم ودائماً يكررون حركات جسميَّة أو مقاطع من كلمات بطريقة آلية متكررة(American Psychiatric Association, 2013). صرح مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها( (CDCأن معدل الإصابة باضطراب طيف التوحد بين الأطفال بلغت نسبة الانتشار في عام 2016 من (1:68) Christensen at el, 2016)).
ويعتبر التوحد اضطراباً غامضا لان أسبابه ما زالت مجهولة على الرغم من العديد من الأبحاث والدراسات التربوية والبيولوجية التي بذلت في سبيل إيجاد الأسباب واكتشاف العلاج، فمنذ أن تحدث كانر Kannerأولَ مرةٍ عن الأعراض والأسباب وطرق العلاج (1943) ثار العديد من الجدل حول التوحد.
كافح الباحثون لتحديد أسباب اضطراب التوحد، فأشار بعض العلماء أن التوحد موروث، وآخرون أشاروا أن عوامل الخطر البيئية تلعب دوراً بذلك من خلال تسمم البيئة، والمطاعيم. و قد بدأ الباحثون في مختبرات في جامعة كاليفورنيا، ((San Diego، باستكشاف ما إذا كان هناك ارتباط بين التَّوحد و الخلايا العصبية في الدماغ التي تسمى مرآة الخلايا العصبية ، ولأن هذه الخلايا العصبية تبدو مسؤولة عن عدم قدرة الطفل على التَّعاطف والإدراك لنوايا الآخرين، بدا منطقياً افتراض أن خللاً في نظام مرآة الخلايا العصبية يمكن أن يُؤدي إلى بعض أعراض التوحد
((Tran & Miyake, 2017
Modabbernia; Velthorst & Reichenberg , 2017))
تحتاج النظم العصبية لدى الأطفال ذوي طيف التوحد إلى التفاعل مع البيئة المناسبة لأنها معطلة لديهم (Mitrani, 2010) لذلك نحن بحاجة إلى امتلاك المعرفة حول الاختلافات العصبية (Neurological Differences) للوصول لوضع الطفل ضمن بيئته لتحديد الأهداف وتطبيقها خلال البيئة، لذلك توجب علينا النظر لاضطراب طيف التوحد على أنَّه مرتبطٌ بشكلٍ مباشرٍ بالسياقات البيئية ((Loy,2017 ،(Rizzolatti & Craighero,2004)، (Antonia &Hamilton, 2012)، وأيضا تعد الأسباب المرتبطة بنوعية الغذاء من مسببات التوحد كتحسس الأطفال من الحليب ومشتقاته والقمح ومشتقاته وتحويلهما لمواد مخدرة أفيونية في الدماغ (Minshawi; Hurwitz; Morris & McDougal, 2015)، وفي ضوءِ هذهِ النَّظرات المجزئة أكد Bearss أنه لابدَّ أن ننظرَ إلى جميعِ هذه النَّظرياتِ، لتمكننا من فهم أنماطِ أداءِ الطفلِ ذوي طيف التوحد وطُرق علاجها و إجراء التقييمات الموحدة (Bearss; Johnson; Smith; Lecavalier; Swiezy; Aman& et al, 2015).
إنَّ عدمَ الاتفاقِ على أسبابِ التَّوحدِ، والاختلاف في طُرق علاجه، جعلنا نتأخر في إيجادِ طريقةٍ ناجعةٍ للعلاج علماً بأن تجاربَ الأهالي في علاجِ أطفالهم تعددت بتعدد الأسباب المفترضة فأثمرت جهود البعض منهم وتحسنت حالات أطفالهم ممَّا جعلهم يأملون في شفاء كامل ومن هنا و كما أشار Kuhn, 2015فإنه لا بد أن ننظر لطُرقَ العلاجِ نظرةً تكامليَّةً ، اذ يعدُّ هذا عنصراً أساسياً في الرعاية الصحية والتربوية الحديثة للدخول لعالم الطفل الغامض، والتَّجول فيه بصحبة الطفل نفسه، وليس في معزلٍ عنه (Wilson; Winegardner; Heugten & Ownsworth, 2017)، ( Sweeney; O’Sullivan; McCarthy & et al, 2015
حيث عرض Kuhn (2015) تجربته في علاج طفلين من ذوي اضطراب طيف التوحد و اشار ان المعالجين يمكنهم أن يساهموا في التطور النمائي لأطفال طيف التوحد من خلال دمج مفاهيم و أساليب العلاج التحليلي Psychodynamic مع المنهج النمائي العصبي Neurodevelopmental.
ومن ناحية أخرى اشار Klein & Kathi (2016) أن الوالدين في الغالب يدمجون الطب البديل alternative medicine مع التكاملي complementaryلعلاج التوحد. وقد قاما بتصنيف علاجات التوحد إلى أربع أنواع وفقاً لفعاليتها و أمانها: النوع الموصى به Recommended، النوع المراقب monitored، النوع المتحمل tolerated، و أخيراً العلاجات التي ينبغي تجنبها. أما عن العلاجات التي يوصي الباحثان باستخدامها فينبغي أن تكون قد تم دعمها بتجربتين عشوائيتين مضبوتتين randomized controlled trails. وتقوم هذه العلاجات بتشجيع نمط حياة صحي من خلال التغذية، التمارين، النوم، ادارة الضغوط social support, and avoiding neurotoxins. و من الامثلة على هذه العلاجات: applied behavior analysis, parent- implemented training, melatonin supplements to ameliorate sleeping, supplements to correct deficiencies and music therapy. و يوصي الباحثان باستخدام الادوية و الحمية الغذائية مع مراقبة الاطفال خشية حدوث مضاعفات.
مقالات شبيهة
التوحد والسرطان يمتلكان العديد من الجينات المشتركة
استخدام التصوير ثلاثي الأبعاد للكشف عن التوحد لدى الأطفال
يدرس كثيرٌ من الباحثين مجال التوحد ولكن كما أكدت دراسة Florian, 2013)) فإن المخاوف لا تزال تتمحور في توفر بيئة تعلم داعمة للأطفال ، وعلى المعالجين والأخصائيين في التربية الخاصة محاولة فهم التوحد و تدريبهم على امتلاك الأدوات التي تسهم في فهم الحالات وتشخيصها بدقة و تقديم العلاج المناسب للوصول إلى حالة الشفاء .
و يوضح Lovaas (1989) في مقالته أثر استخدام تعديل السلوك لمجموعتين من أطفال طيف التوحد. حيث أظهرت نتائج المتابعة بعيدة المدى أن 47% من أفراد المجموعة التجريبية و عددهم 19 ممن طبقت عليهم استراتيجيات تعديل السلوك قد كان أدائهم العقلي و التربوي طبيعيا و أن درجاتهم على اختبارات الذكاء كانت متوسطة و ضمن الطبيعي و قد نجحوا في الصف الاول في المدرسة الحكومية، و أن 40% منهم التحقوا بصفوف التربية الخاصة بسبب التأخر اللغوي و أن 10% منهم فقط تم الحاقهم بصفوف خاصة بالتوحد و كان هؤلاء من ذوي الدرجة الشديدة. اما المجموعة الضابطة وعددهم 40 فإن 2% منهم كان أدائهم طبيعيا على اختبارات الذكاء، 45% منهم تم الحاقهم في صفوف التأخر اللغوي و 53% منهم تم وضعهم في في صفوف خاصة بالتوحد. وقد قام كل من Mceachin, Smith & Lovaas,( 1993) بدراسة متابعة لهاتين المجموعتين أكدوا من خلالها أن المجموعة التجريبية حافظت على تقدمها على المجموعة الضابطة بل و ان 9 من الاطفال الذين حققوا افضل النتائج عند سن 7 سنوات كانت تقييماتهم متميزة بل و ان 8 منهم لا يمكن تمييزهم عن الاطفال بدون اضطراب طيف التوحد في ادائهم على اختبارات الذكاء او سلوكهم التكيفي مما يثبت فعالية المعالجات السلوكية في تحقيق اثر ذو دلالة و بعيد الامد للعديد من هؤلاء الاطفال.
و قد أشار Granpeesheh, Tarbox & Dixon (2009) كذلك في درستهم على 38 طفل من ذوي اضطراب طيف التوحد أنه يمكن الشفاء من التوحد باستخدام Applied behavior analysis (ABA)
و كذلك فعل Olsson, Westerlund, Lundström, Giacobini, Fernell, Gillberg, (2015). في دراسة المتابعة التي قاموا بها على 17 طفل من اصل 208 تم شفاءهم من التوحد. كان هؤلاء الاطفال قد تم تشخيصهم عند سن 4 سنوات ثم تلقوا تدخلا بناء على applied behavior analysis و قد أشارت نتائج هذه المتابعة بعد عامين من انتهاء البرنامج التدخلي أن هؤلاء الاطفال لا تنطبق عليهم معايير التوحد بعد الآن.
و قد اشار Feinet al. (2013). الى امكانية الوصول ل optimal outcomes مع اضطراب طيف التوحد حيث أدى أطفال العينة لديهم مستوى من الفعالية ضمن الحدود الطبيعية.
استناداً على ما تقدَّم، جاء هذا البحث ليربط بين علم البيولوجيا و الجانب التربوي والجانب البيئي وذلك من أجل تحديد أثر هذه الجوانب في حياة أطفال التوحد، من خلال بناء برنامج تكاملي شامل يهدف إلى الوصول إلى الشفاء من اضطراب طيف التوحد من خلال التكامل صحي بين الجسم والعقل والروح (العاطفة) مع بيئة الطفل الدَّاخليَّة والخارجيَّة و هذا الإطار المتناسق أطلقنا عليه Educational Doze)) أي : الجرعة التربوية تربط بين الجانب البيولوجي والجانب التربوي . مؤكدين على مراعاة مبدأ تنوع الفروق الفردية التي أكد عليها( Mullick & Khare,2008).
وتعرض الباحثة حساني بجعة في هذا البحث إستراتيجية جديدة لم تستخدم سابقاً في التدريب وهي اعتبار أن العالم المحيط بالطفل هو بمثابة أدوات تعليمية بدلاً من البازيل و الألعاب التي لا تساعد الطفل على الاندماج والتفاعل مع بيئته الطبيعية.
المراجع (References):
كيرك، س. جالجهر، ج.إنستازيو، ن.كولمان، ن. (2013). تعليم ذوي الحاجات الخاصة. أماني محمود، مترجم. عمان: دارالفكر.(الكتاب الأصلي منشور لأول مرة 2012).
Tran, N. & Miyake, K. (2017).Neurodevelopmental Disorders and Environmental Toxicants: Epigenetics as an Underlying Mechanism. International Journal of Genomics, Article ID: 7526592, 23 Pages, (On-line). Available: https://doi.org/10.1155/2017/7526592
Modabbernia, A.; Velthorst, E. & Reichenberg, A.(2017). Environmental Risk Factors For Autism: An Evidence-Based Review of Systematic Reviews And Meta-Analyses, Molecular Autism Brain, Cognition and Behavior, (Online) Available by: https://doi.org/10.1186/s13229-017-0121-4
Mitrani, j. (2010). Minding the gap between neuroscientific and psychoanalytic Understanding of autism, Journal of Child Psychotherapy, 36(3(.
Moat, D. (2013). Integrative Psychotherapeutic Approaches to Autism Spectrum Conditions: Working with Hearts of Glass, London: Jessica Kingsley Publishers.
Loy, C. (2017). “Autism Does Not Mean Anything”: Are Parents Re-conceptualizing Autism in Their Own Families?. Master of Science, North Carolina State University.
Rizzolatti, G. & Craighero, L. (2004). The mirror-neuron system. Annual review, (On-line) Available by: psych.colorado.edu/~kimlab/Rizzolatti.annurev.neuro.2004.pdf.
Antonia, H & Hamilton, C. (2012). Reflecting on the mirror neuron system in autism:A systematic review of current theories, School of Psychology, University of Nottingham, England.
Minshawi, N.; Hurwitz, S.; Morris, D. & McDougal, Ch. (2015). Multidisciplinary Assessment and Treatment of Self-Injurious Behavior in Autism Spectrum Disorder and Intellectual Disability: Integration of Psychological and Biological Theory and Approach, Journal of Autism Developmental Disorders, 45(6), PP. 1541-1568. USA.
Bearss, K.; Johnson, C.; Smith, T.;Lecavalier, L.; Swiezy, N.; Aman, M.& et al.. (2015).Effect of parent training vs parent education on behavioral problems in children with autism spectrum disorder: a randomized clinical trial. Journal of the American Medical Association (JAMA).313(15), PP. 1524-1533.
Kuhn, D. (2015). Treating the Whole Child: An Integrated, Flexible Treatment Approach to Children with ASD: Submitted in partial completion of the Master of Arts Degree at Sarah Lawrence College. New York.
Wilson, B.; Winegardner, J.; Heugten, C. & Ownsworth, T. (2017). Neuropsychology Rehabilitation the International Handbook, by: Routledge 2 Park Square, Milton Park, Abingdon, Oxon OX14 4RN and by Routledge 711 Third Avenue, New York, NY 10017.
Sweeney, C. O’Sullivan, E, McCarthy, M. (2015). Keeping it Real: Exploring An Interdisciplinary Breaking Bad News Role-Play As An Integrative Learning Opportunity, Journal of The Scholarship of Teaching And Learning, 15(2), PP. 14-32.
American Psychiatric Association (2013). DIAGNOSTIC AND STATISTICAL MANUAL OF MENTAL DISORDERS, Fifth Edition, (on-line), Date of Visit: 20/9/2017, Available:https://dsm.psychiatryonline.org/doi/…/appi.books.9780890425596
Nieto, Sonia (1992). Affirming Diversity: The Sociopolitical Context of Multicultural Education. Longman: New York.
Granpeesheh, D.; Tarbox, J. & Dixon, D. (2009). Retrospective analysis of clinical records incases of recovery from autism 38. Annals of Clinica l Psychiatry, American Association of Colleges of Pharmacy, 21(4), PP.195-204, (online) Available by:https://doi.org/10.1186/s13229-017-0121-4.
Chakrabarti, B. & Charman, T. (2016). Commentary: Not just genes – reclaiming a role for environmental in fluences on etiology and outcome in autism. A commentary on Mandy and Lai, Journal of Child Psychology and Psychiatry, 57(3), PP. 293–295.
Florian, I. (2013).The SAGE Handbook of Special Education. 2nd Edition, London: SAGE.
Mullick, A. & Khare, R. (2008). Educational spaces for children with autism design development process, Georgia Tech University, Atlanta, USA, (on-line), Available by: https://www.irbnet.de/daten/iconda/CIB8873.pdf
Terr, L. (2008). Magical moments of change: How psychotherapy turns kids around. New York: WW Norton & Company.
Christensen, D.; Baio, J.; Braun, KV.; Bilder, D.; Charles, J.; Constantino & et al. (2016). Prevalence and Characteristics of Autism Spectrum Disorder Among Children Aged 8 Years. Centers for Disease Control and Preventio (CDC), 65(3); 1-23.
Piravej, K.; Tangtrongchitr, P.; Chandarasiri, P. & Sukprasong, S. (2009). Effects of Thai Traditional Massage on Autistic Children’s Behavior. Journal of alternative and complementary medicine, New York, 15(12). PP. 1355-1361.
Temprana Wep (2017). Treatment Reflex therapy. (on-line), Date of Visit: 01/09/2017, Available by: https://www.temprana.org/index.php/en/treatment/treatment-reflex-therapy
Kuhn, D. (2015). Treating the Whole Child: An Integrated, Flexible Treatment Approach to Children with ASD: Submitted in partial completion of the Master of Arts Degree at Sarah Lawrence College. New York.
Klein, N. & Kathi, J. (2016). Integrative Approaches to Caring for Children with Autism: Mosby, CurrProblPediatrAdolesc Health Care, 46(6), (Online) Available by https://www.iahe.com/…/still-need-to-purchase-integrative-approache.
Lovaas, I. (1987). Behavioral treatment and normal educational and intellectual functioning in young autistic children, Journal of Consulting and Clinical Psychology, 55(1), PP. 3-9.
Mceachin, J.; SmIth, T. & Lovaas, I. ( 1993). Long-Term Outcome for Children with Autism Who Receive Early Intensive Behavioral Treatment, University of California: Los Anglos, American Journal on Mental Retardation,97(4), PP. 359-372.
Wellman, G.; Bourgondien, M.; Schopler, E. & Love, S. (2010). Childhood Autism Rating Scale, Second Edition, Westran Psychological Services (WPS), USA
Schopler, E.; Lansing, M.; Reichler, R. & Marcus, L. (2005). psychoeducational Profile- Revised (PEP-3). Third Edition. Teacch individualized Psychoeductional Assessment for children with Autism Spectrum Disorderes, Pro.ed.
Granpeesheh, D.; Tarbox, J. & Dixon, D. (2009). Retrospective analysis of clinical records incases of recovery from autism 38. Annals of Clinica l Psychiatry, American Association of Colleges of Pharmacy, 21(4), PP.195-204, (online) Available by: https://doi.org/10.1186/s13229-017-0121-4.
Olsson, M.; Westerlund, J.; Lundström, S.; Giacobini, M.; Fernell, E. & Gillberg, C. (2015). “Recovery” From The Diagnosis of Autism – And Then? Scientific and medical research Journals, 11, PP. 999-1005.
Lamb, S. (2014). Pathologist of the Mind: Adolf Meyer and the Origins of American Psychiatry. 1st Edition, Maryland: Johns Hopkins University Press. ISBN 978-1421414843.3.
Burnham, C. (1977). “Adolf Meyer” in International Encyclopedia of Psychiatry and Neurology, Psychology, Psychoanalysis, & Neurology, pp. 215-216. New York: Van Nostrand Reinhold Company for Aesculapius Publishers. ISBN 9992998830
Fein, D.; Barton, M.; Eigsti, I.; Kelley, E.; Naigles, L.; Schultz, R.; Stevens, M.; Helt, M.; Orinstein, A.; Mosenthal, M.; Troyb, E. & Tyson, K. (2013). Optimal Outcome in Individuals with a History of Autism. Journal of Child Psychology and Psychiatry, 54(2), PP. 195–205.
Silva, L. & Cignolini, A. (2005). A medical qigong methodology for early intervention in autism spectrum disorder: a case series. The American Journal of Chinese Medicine, 33(2), PP. 315-327.