بحسب العلماء، فإنه قد يكون من الأفضل للآباء والأمهات الذين يطهون لأطفالهم الطعام “الصحي” من كتب الوصفات أن يعتمدوا على تقديم الوجبات الجاهزة.
خلص الباحثون إلى أن نصف الوصفات التي توجد في مثل هذه الكتب تتضمن الكثير من السعرات الحرارية ويمكن أن تؤدي إلى إصابة الأطفال بالبدانة وتجعل حالتهم الصحية سيئة.
قارن باحثون في جامعة ابردين 408 وصفات غذائية مأخوذة من 55 كتاب للطبخ من الكتب الأفضل مبيعاً المخصصة لأطعمة الرضع، مع 278 وجبة من وجبات الأطفال من محلات السوبر ماركت الكبرى في جميع أنحاء المملكة المتحدة.
يوصي خبراء التربية بإدخال الأطعمة الصلبة إلى وجبات طعام الأطفال عند بلوغهم الستة أشهر من العمر، ويشيرون إلى أنه ينبغي على الوجبات أن تشمل مجموعة متنوعة من المواد الغذائية لتوفير التغذية المتوازنة الغنية بمجموعة واسعة من المواد الغذائية.
وجد الخبراء بأن الأطعمة المطهوة منزلياً تعطي للأطفال طاقة أكبر بـ 26% وبروتينات ودهون، بما في ذلك الدهون المشبعة، أكثر بـ 44%، من المنتجات التجارية.
في حين كان حوالي ثلثي المنتجات التجارية يتوافق مع التوصيات الغذائية من حيث مقدار الطاقة المقدمة، كان حوالي ثلث وجبات الطعام المطبوخ في المنزل فقط يوافق تلك التوصيات، وكان أكثر من نصفها يتجاوز الحد الأقصى من السعرات الحرارية، ولكنها في الوقت ذاته كانت تحتوي على نسبة مغذيات تتراوح بين 6% و 77% أكثر من المنتجات التجارية.
بحسب المؤلفة الرئيسية للدراسة (شارون كارستيرز) من وحدة بحوث الخدمات الصحية في أبردين، فإن غالبية الوجبات التجارية توافق التوصيات الصحية فيما يتعلق بكمية الطاقة ويمكن أن توفر بديلاً ملائماً يضم أكبر مجموعة متنوعة من الخضار في وجبة واحدة، وعلى الرغم من أن وصفات الطهي المنزلية توفير المزيد من المواد المغذية من الوجبات التجارية، إلّا أن الغالبية العظمى من هذه الوصفات تتجاوز التوصيات الصحية بمقدار الطاقة والدهون.
تحتوي الدهون الغذائية على الأحماض الدهنية الأساسية والفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون إلى جانب الطاقة، وبالتالي فإنها تعتبر أساسية لنمو الأطفال، ولكن تناول جرعات زائدة منها قد يؤدي إلى البدانة في مرحلة الطفولة ويؤثر على الصحة.
مع ذلك، ومن ناحية أخرى، فقد تبين بأن وجبات الطعام المطهوة في المنزل أرخص سعراً، حيث أن تكلفتها لا تتجاوز 33سنت لكل 100غ مقارنة مع 68سنت للوجبات الجاهزة.
من جهة ثانية، وتبعاً للبروفيسور (جوليان هاميلتون شيلد)، الأستاذ في مرض السكري والتمثيل الغذائي والغدد الصماء في جامعة بريستول، فإن الكثير من الآباء لا يعتمدون على كتب الطبخ لتحضير الوجبات الصحية لأطفالهم، وهذه الدراسة لم تبحث سوى في المواد الغذائية التي توجد في الوجبات الجاهزة التجارية والوجبات التجارية التي توجد في كتاب الوصفات، لذلك فإن المقارنة لا تنطبق على وجبات الطعام المطبوخ التي يطبخها الوالدين، ومن المحتمل جداً أن يكون عدد العائلات التي تستخدم كتب الوصفات التجارية لأطعمة الرضع قليل جداً بالمقارنة مع العائلات التي تطهوا أطعمة أطفالها دون الاعتماد على تلك الكتب.
في النهاية، ورغم كل شيء، فإن هذه الدراسة تدعونا للتساؤل حول قيمة الكتب التي قام “الخبراء” بوضعها لوصفات الرضع مقارنة مع وجبات الطعام المعدة مسبقاً أو المعدة بالطريقة التقليدية في المنزل.