بعض النظريات تقول ان الهواتف المحمولة وبعض الأجهزة الإلكترونية الأخرى يتسبب إستخدامها في التشوش على أجهزة الملاحة الحساسة في الطائرة، ولكن مع تطور العلوم بهذه الطريقة لماذا لم نتوصل إلى رأي نهائي بهذا الخصوص؟
حسنا، سأخبركم بأمر. لعلي منذ إقتنيت أول هاتف محمول فإنني لم أطفئه ولا مرة في حال الإقلاع أو الهبوط التي يعتبرها مهندسوا الطائرات انها أخطر مرحلة في الرحلة. بل أكثر من ذلك في الكثير من الأحيان أجري اخر مكالمة ونحن في مرحلة الإقلاع حتى نخرج عن نطاق التغطية، فلماذا لم تسقط أي طائرة أستقللتها حتى الأن؟
يبدو أنني لست الوحيد بهذه العادة السيئة، إذ تشير الكثير من التقارير ان 4 من كل عشرة مسافرين يفعلون الأمر نفسه، رغم تحذيرات فريق الخدمة في الطائرة لنا جميعا.
لعلنا جميعا لا نعلم أن إستخدام الهواتف النقالة قبل أن تصل الطائرة إلى إرتفاع 10 الاف قدم ممنوع حتى لو كانت مضبوطة على “flight mode” وذلك وفق القوانين الدولية. وبعد تجاوز هذا الإرتفاع يجب أن تبقى الهواتف دون الإتصال الخارجي، والمسموح إستخدامه هنا هو السماع للمسيقى او اللعب على الألعاب وغير ذلك.
الخوف يأتي من أن إستخدام أجهزة التواصل أو حتى الإنترنت قد يتعارض مع أجهزة الراديو التي تستخدمها الطائرة للملاحة، وأي خلل في هذه الأجهزة قد يعرض الطائرة كلها للخطر. Peter Ladkin الخبير في شبكات الحاسب والإتصالات يقول معلقا على هذا الأمر : في الحالات الطبيعية لا تؤثر أجهزة الهواتف النقالة على اجهزة الملاحة، لكن أي خلل في اي نوع من هذه الأجهزة يعني أن تقرأ الطائرة المعلومات الصادرة عن هواتفنا المحمولة بشكل خاطئ. مما يعني إصدار أوامر خاطئة من قمرة القيادة الأمر الذي قد يتسبب بكارثة.
ويضيف الدكتور بيتر فيقول: إن هذا الأمر لا يقتصر على الأجهزة التي تستخدم الراديو فقط، بل إن كل جهاز إلكتروني من الممكن أن يتسبب بكارثة حال كانت هناك مشكلة على متن الطائرة.
ورغم أن ما لدينا من معلومات لا ينبئ بأن كارثة حدثت لطائرة بسبب تداخل كهرومغناطيسي، إلا ان العلماء لا يزالون يعتقدون أن الطائرات التي سقطت دون أن نتمكن من معرفة سبب سقوطها قد تفسر على أنها مشكلة إلكترونية بسبب تدخل كهرومغناطيسي.
الخلاصة: لا يمكننا إستخدام أي من الأجهزة الإلكترونية ما لم نعلم يقينا أن كل أجهزة الملاحة في الطائرة التي نستقلها حديثة وغير تالفة! وهذا ما لا يسعنا معرفته!