حققت البحرين تقدما كبيرا في جهودها لاستكشاف الفضاء مع الإطلاق الناجح لأول قمر صناعي مطوّر محليا، “المنذر”، على متن صاروخ “فالكون 9” التابع لشركة سبيس إكس.
وأكدت الوكالة الوطنية لعلوم الفضاء (NSSA) نقلا عن وكالة الأنباء البحرينية أن عملية الإطلاق أجريت يوم أمس السبت من قاعدة فاندنبرغ الفضائية في ولاية كاليفورنيا، وذلك ضمن مهمة “ترانسبورتر-13″، وهي مهمة تجارية مخصصة لإطلاق مجموعة من الأقمار الصناعية الصغيرة لمختلف الجهات والمؤسسات حول العالم.

وفي تمام الساعة 9:39 صباحا بتوقيت البحرين، رُفع القمر الصناعي “المنذر” في مداره المحدد على ارتفاع 550 كيلومترا فوق سطح البحر، ليشكل بذلك لحظة تاريخية للمملكة البحرين. ومن المقرر أن يخضع القمر الصناعي لسلسلة من الاختبارات المدارية لضمان جاهزيته التشغيلية قبل بدء مهامه بشكل كامل.
حقبة جديدة لعلوم الفضاء في البحرين
لا يمثل “المنذر” مجرد إنجاز تقني فحسب، بل يعد أيضا استثمارا استراتيجيا طويل الأمد في قدرات البحرين في مجال علوم وهندسة الفضاء. ووصف محمد إبراهيم العسيري، الرئيس التنفيذي للوكالة الوطنية لعلوم الفضاء، الإطلاق الناجح للقمر بأنه “إنجاز غير مسبوق”، مشيرا إلى دوره في وضع البحرين بين الدول الناشئة في مجال استكشاف الفضاء.
ويتميز القمر الصناعي بنظام ذكاء اصطناعي متطور قادر على تحليل الصور في الوقت الفعلي، مما يمكنه من التقاط صور عالية الدقة للبحرين ومياهها الإقليمية. وستكون هذه الصور ذات أهمية كبيرة في تطبيقات عدة، مثل رصد البيئة، وإدارة الكوارث، والتخطيط العمراني. وتعكس هذه الإمكانيات طموح البحرين في توظيف تكنولوجيا الفضاء لخدمة التنمية الوطنية، إلى جانب الإسهام في التقدم العلمي العالمي.
ويعد إطلاق “المنذر” امتدادا لنجاح البحرين السابق في الفضاء، إذ أطلقت قمرها الصناعي الأول “ضوء 1” في ديسمبر/كانون الأول 2021. ولكن على عكس “ضوء 1″، الذي جرى تطويرته بالتعاون مع دولة الإمارات، فإن “المنذر” يعد أول قمر صناعي بحريني بالكامل، مما يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في تكنولوجيا الفضاء.
ومع هذا الإنجاز، تنضم البحرين إلى قائمة متزايدة من الدول التي تستثمر في تكنولوجيا الأقمار الصناعية واستكشاف الفضاء. ولا يسهم نجاح إطلاق “المنذر” في تعزيز البنية التحتية التكنولوجية للبحرين فحسب، بل يمهد الطريق أيضا لمهمات مستقبلية قد توسع من قدراتها في علوم الفضاء والبحث العلمي.