يوم الخميس الواقع في 18 تموز، أصيبت إحدى طائرات الخطوط الجوية الماليزية MH-17 بصاروخ، تعتقد الولايات المتحدة الأمريكية بأنه من تصنيع الاتحاد السوفيتي قديماً، وقد استطاعت الاقمار الصناعية التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء تحديد موقع إطلاق الصواريخ، وتبين بأنها قادمة من أراضي أوكرانيا الشرقية الواقعة تحت سيطرة الانفصاليين الأوكرانيين الذين يحظون بدعم روسي، فهل من الممكن مستقبلاً أن تكون تكنولوجيا الليزر قادرة على إسقاط مثل هذه الصواريخ ؟
الجواب هو ربما، كون تجهيز الطائرات التجارية الحديثة بليزر مضاد للصواريخ هي عملية أكثر كلفة وتعقيداً من مجرد عدم التحليق فوق المناطق التي تشهد حروباً، وحتى لو استطاعت تقنيات الليزر الحالية التصدي للصواريخ الصغيرة، فهي ما تزال عاجزة عن التصدي لأسلحة مضادات الطيران الكبيرة.
بشكل عام فإن إصابة الأهداف في منتصف السماء عن طريق المضادات الأرضية أو الصواريخ يعد أمر في غاية الصعوبة، إضافة لتكلفته العالية، حيث أن الجهود الأمريكية في مجال الدفاع الصاروخي لصد الهجوم النووي كانت غير مجدية، وحتى عندما تقوم أحد صواريخ الأسلحة النووية العابرة للقارات التي لا يمكن إيقافها بضرب صاروخ بآخر، فإن الأمر يكون صعباً، حيث بلغت تكلفة نظام الدفاع الصاروخي الاسرائيلي والذي يدعى بالقبة الحديدية حوالي 45 مليون دولار ، وحوالي 40 الف دولار لكل صاروخ مضاد يتم إطلاقه، وإذا ما كانت تكلفة تصميم كل صاروخ حوالي 750$، فإن هذا يعني أن النظام يمكن أن يكون مكلفاً جداً من الناحية المالية ، خاصة وأنه قد تبين بأن دقة القبة الحديد هي أقل مما هو متوقع.
ولكن يمكن لأشعة الليزر أن تغير هذه المعادلة، فبالرغم من أن تطوير هذا النوع من الأشعة يعد أمراً مكلفاً للغاية، حيث أنفقت البحرية الأمريكية حوالي 40 مليون دولار حتى الآن في محاولة منها لبناء ليزر يستطيع اسقاط الطائرات من دون طيار، إلّا أنه بمجرد تطويره والبدء باستخدامه، فإن أشعة الليزر بحد ذاتها تعتبر رخيصة جداً، كون كل طلقة من أشعة الليزر لا تكلف سوى دولار واحد، مما يجعله أرخص بكثير من الرصاص الذي يتم استخدامه لاسقاط الهدف.
الليزر هو عبارة عن أشعة ضوئية، لذا فإنه يسافر أسرع من أي سلاح موجه آخر، ولهذا السبب يعد الليزر مثالياً لإيقاف الأسلحة الموجهة الأخرى، وللوصول إلى هذا الهدف لا بد من جعل أشعة الليزر أقوى بكثير مما هي عليه الآن، حيث يعتقد حالياً بأن استطاعة تصل إلى 100 كيلو واط ستكون كافية للبدأ باستخدام الليزر خلال السنوات القليلة القادمة، كما يعتقد أيضاً أنه في نهاية المطاف سيكون من الممكن الوصول إلى ليزر ذو استطاعة تصل إلى 300 كيلو واط.
الليزر في العالم الحقيقي – وعلى خلاف أفلام الخيال العلمي- يجب أن يبقى موجهاً لفترة طويلة على الهدف ليستطيع اتلافه بشكل كامل، حيث يقوم بحرقه كما يقوم الأطفال بحرق خنفسة باستخدام العدسة المكبرة، ولصعوبة التركيز على هدف متحرك، لهذا فليس من الضروري أن يقوم الليزر بتدمير الصاروخ كلياً، فعوضاً عن ذلك قد يقوم باستهداف زعنفة الاستقرار لديه مما يؤدي في نهاية الأمر إلى تعطيله.
لا يزال هناك جدل كبير حول مدى الحاجة لاستخدام أشعة الليزر في تعطيل أي نوع من الصواريخ، وعما إذا كان من الممكن لليزر لتدمير الصواريخ ، ولأن التكنولوجيا مازالت تتطور فإننا لا نعلم تماماً مدى القوة التي يمكن لأشعة الليزر أن تصل إليها، أو إذا ما كانت قادرة على تحقيق كل الوعود التي علّقت عليها.