الطبيعة ما هى الا كائن مرهف الحس يتأثر بأى تغييرات تحدث من حوله، ويؤثر فى كل شئ كينونة الكائن الحى. حيث تصرخ الطبيعة، ويشتد صراخها يوما بعد يوم وتبكى بدموع حامضية أحيانا، وتنزف بفيضانات مفاجئة كثيرا ، ويرتفع درجة حرارة جسدها بشكل غير معتاد. ففي السنوات الأخيرة، بدأنا نلاحظ تغيرات مناخية غريبة ومتكررة، مثل عواصف عنيفة، وحرائق هائلة، وزلازل ، وموجات تسونامي، وهطول أمطار كثيفة فى الصيف وانحصارها فى الشتاء. هذه الظواهر تعتبر بمثابة رسائل من الطبيعة، تظهر لنا أن هناك شيئًا غير طبيعي يحدث.
تعددت الأسباب والموت واحد، كوارث بيئية وشيخوخة قد اعترت جسد الطيبعة الذى أصبح هزيل وفاقد لكل مقومات المناعة ، خصوصا مع زيادة انبعاث الغازات الدفيئة الناتجة عن استخدامنا المفرط للوقود الأحفوري، وقطع الأشجار، والتلوث بشكل عام. ظواهر كارثية خيم عليها شبح الموت الكائن فى ارتفاع درجة حرارة الأرض، وتغيرات حادة في الطقس. عنف مناخى زلزل الكيان الطبيعى للمنظومة البيئة، تمخض فولد فأر الحضارة، وخلف من وراء هذه الولادة القيصرية آثار كثيرة وخطيرة. أثار غير محمودة لعنف قوى لمناخ ثائر، وطبيعية مغلوب على أمرها، وحركة كائن معتقد على وهم أنه عبقرى ومبتكر. آثار مؤلمة خيمت بظلالها الشديدة الظلمة على بيوت مدمرة، وأرواح مفقودة، وأرض متدهورة، واقتصاد عليل متهالك، وحياة بشرية وحيوانية ونباتية متقلبة، وأمراض ومشاكل صحية بسبب تغيرات مناخية عنيفة.
وعى مفقود، وادراك معدوم، واجتماعات ومؤتمرات كلامية تشجب وتحذر، وعدم مبالاه من كل الأطراف الفاعلة فى قاعدة الهرم البيئى. انتحار سلوكى أفرز صديد توحش العنف المناخى، عل الكائن البشرى الفعال فى كل تغيير بيئى يتحرك نحو الحد من تصرفات بلهاء، قد تأتى بكامل جدران المعبد الحيوى على روؤس كل المستنشقين لهواء الطبيعة المتضجرة من السلوكيات غير الطبيعية. على الرغم من ارتفاع الصرخات المطالبة باستحداث التكنولوجيات المختلفة، والصمت الرهيب عن آثارها السلبية الا أن هناك من يلح فى الطلب فى استجلاب الرحمة بالطبيعة المصابة بسرطان التلوث الذى ينتقل منها سريعا الى الكائن الحى. ولا ندرى متى تتوقف كرة النار المناخية؟ ولا ندرى متى نكون أكثر وعي ونغير من سلوكنا؟. ولا ندرى متى؟ نستخدم مصادر طاقة نظيفة، ونحافظ على البيئة، ونتعاون جميعا للحد من أو منع هذا التدهور الحياتى قبل تفاقمه وتدميره لكامل الكيان الحى وغير الحى.
غضب الطبيعة وان بدا لنا عنيفا فى مظهره، فهو فى حقيقة الأمر هينا لينا رؤوفا رحيما بنا مقارنة باستفحاله وتوحشه وقسوته ان استمر الحال على هذا المنوال الكارثى. مؤشر واضح وصريح، من الطبيعة الجريحة فى صوره المتعددة من عنف مناخى وعدم اتزان بيئى، يطالبنا برد الجميل لأرض طيبة ومياة جاءت بفطرتها غير ملوثة، وهواء نقى يطلق نسمات حريرية الملمس تستريح بها وعليها النفس البشرية. عنف مناخى وغضب طبيعة، لا يلتمسان غير الترويض والصبر والاستفادة منهما لابتكار وسائل ابداعية للتقليل والتخلص من عنفهما وغضبهما. مطلوب وعلى وجه السرعة، التراجع بل والكف عن كل السلوكيات الضارة، وتحديد كافة الآثار السلبية وبكل دقة عند ابتكار أى تكنولوجيا جديدة. هذا مع ضرورة التكيف مبدئيا مع الوضع الكارثى الكائن، مع اتخاذ التدابير اللازمة والسير قدما نحو الاصلاح البيئى وتغيير السلوكيات السلبية . هذا، والا فالعواقب وخيمة، والنهايات مؤلمة ، والأشلاء محدقة، والصراخ لن يكون مسموع، والناس تنزع كأنهم أعجاز نخل منقعر.