عندما تحدث العواصف الرعدية أو الرعد فإن جميع الناس ينتبهون إلى البرق حين يومض في السماء، ليخطف انتباه الجميع مغطياً على ذلك الصوت القوي الرعدي الآتي من المسافات البعيدة، مصاحباً انطلاق الطاقة في الغلاف الجوي.
لكن فريقاً من العلماء في معهد أبحاث “ساوث ويست” في الولايات المتحدة استطاعوا التقاط أول صورة مفصلة للرعد في التاريخ، وهي تبدو مدهشة أكثر مما تخيلنا.
ولكي نفهم طريقة عمل الرعد علينا أن نفهم البرق أولاً، والذي يتكون بواسطة شحنات كهربية تتحرك خلال الغيوم أو بين الغيوم والأرض، هذه الشحنة تقوم أثناء حركتها بتسخين الهواء المحيط، مستحثة إطلاقاً دراماتيكياً للطاقة، مسبباً موجات صدمة صوتية تتمثل في الرعد، تتراوح ما بين الفرقعة الحادة إلى الدوي المنخفض، وهو يحدث فيزيائياً نتيجة نشوء ازدياد مفاجئ في الضغط ودرجة الحرارة في وسط الهواء المحيط بسبب ما يفعله البرق.
كيف استطاع العلماء تصوير الرعد إن كان عبارة عن موجات صوتية إذن؟
الصورة الأولى على الإطلاق للرعد تمت بواسطة خرائط الموجات الصوتية، والتي بنيت بالاعتماد على تسجيلات من مجموعة من الميكروفونات الموضوعة حول محاكاة صناعية لضربة البرق، وبما أن موجات الصوت القادمة من المرتفعات الأعلى تأخذ وقتاً أطول حتى تصل إلى الميكروفونات، فإن هذه التسجيلات سمحت للعلماء برؤية كيفية تحرك الفرقعة والدوي في الفضاء أثناء العاصفة.
ولكي يقوم العلماء بوضع هذه العملية في خريطة، فقد قاموا بإطلاق سلك نحاسي مغلف بألياف كيفلر في السماء إلى سحابة مشحونة كهربياً، وكانت النتيجة هي ضربة برق مدهشة تسببت في حدوث الرعد، ليلتقطه 15 ميكروفوناً فائق الحساسية موضوع على بعد 95 متراً من نقطة الضربة.
اكتشف الباحثون أن البرق كان أعلى صوتاً عندما تم تمرير تيار أكبر في البرق، وهو الاكتشاف الذي قد يساعد العلماء يوماً لاستخدام الرعد في معرفة كمية الطاقة التي يتم توصيلها في البرق، وقدمت نتائج هذا في اجتماع لاتحاد الجيوفيزيائيين الأمريكيين في 5 مايو السابق.