منذ 80 عام قام باحثون بافتراض نظرية لتحويل الضوء إلى مادة, والآن يقترح فريق من العلماء تقنية يمكن أن تجعل من هذه الطريقة تنفذ عملياً وبصورة أكثر وضوحاً, تقوم الطريقة المقترحة على جعل اثنين من الفوتونات (وهي جسيمات ضوئية عديمة الكتلة) ذوي طاقة عالية جداً يتصادمان مع بعضها ليتحولا إلى جزيئين ذوي كتلة, ولتطبيق الطريقة القديمة والمعروفة باسم (بريت-ويلر) لإنتاج الأزواج, كان يتوجب إدخال جزيء يحمل كتلة في العملية, أما الآن فيقول باحثو لندن إمبريال كوليج أنه من الممكن إنشاء مصادم يتضمن على الفوتونات عديمة الكتلة فقط.
و يشير في مقال بمجلة (Nature Photonics) بأن مصادم (فوتون- فوتون) يعمل بإطلاق فوتون ذو طاقة عالية إلى حقل من الفوتونات منبعثة مثل جسم أسود مشع, ويعتقد العلماء أنه عند تصادم الفوتونات مع بعضها سيتحول قسم كبير منها من الشكل الضوئي إلى الشكل المادي, وبمعنى آخر ستتحول إلى إلكترونات و بروتونات.
إن تطبيق النظرية سالفة الذكر بحاجة إلى طاقة هائلة جداً, لتحويل الجزيئات عديمة الكتلة إلى مادة, ولتوفير الطاقة الكافية كانت معظم النظريات المطروحة تعتمد على استخدام الالكترونات لتقديم هذه الدفعة القوية من الطاقة, هذه النظرية هي ذاتها المستخدمة هنا ولكن مع وجود فرق جوهري بين النظريتين, وهو أن المصادم الذي نحن بصدده يبقي جميع الإلكترونات خارج مجال التصادم, وبذلك يتم إنشاء المادة في بيئة تخلو من تلك المعطيات, و لحل ذلك يقترح الباحثون إطلاق الإلكترونات من خلال لوح من الذهب, مما سيجعل الفوتونات ذات الطاقة العالية تنطلق باتجاه غرفة الإشعاع, وبذلك فإن الإلكترونات أثناء خروجها من اللوح الذهبي ستخضع لعملية فلترة من الفوتونات التي تحملها باستخدام حقل مغناطيسي.
في النهاية، الباحثون لم يحددوا بعد إن كانوا سيقومون ببناء وتجربة هذا المصادم الجديد أم لا, ولكنهم يقولون أنه ينبغي أن يكون من السهل تصنيعه في ظل التكنولوجيا المتوافرة حالياً.