يا علماء، استعدوا للتعرف على مساعدكم الجديد. أعلنت جوجل يوم الأربعاء عن “العالم المساعد بالذكاء الاصطناعي” مصمم لمساعدة الباحثين البشريين على تسريع الاكتشافات. في أحد الاختبارات المبكرة، حل النظام لغزًا علميًا في يومين كان قد حير العلماء لأكثر من عقد من الزمن.
تم تصميم “العالم المساعد بالذكاء الاصطناعي” لتوليد فرضيات قابلة للاختبار، وملخصات بحثية مفصلة، وبروتوكولات تجريبية، كل ذلك بهدف جعل البحث العلمي والطبي الحيوي أسرع وأكثر كفاءة.
يُبنى هذا الأداة على Gemini 2.0، الإصدار الأحدث من مساعد جوجل بالذكاء الاصطناعي الذي يستجيب لطلبات المستخدمين مثل نماذج اللغة الكبيرة الأخرى القائمة على الدردشة، مثل ChatGPT من OpenAI. للعمل مع “العالم المساعد بالذكاء الاصطناعي”، يقوم العلماء البشريون ببساطة بتحديد هدفهم البحثي بلغة طبيعية. يمكنهم أيضًا اقتراح أفكارهم ومقترحاتهم الخاصة وتقديم الملاحظات والمراجعات.
قالت جوجل في منشور مدونة تعلن فيه عن النظام الجديد: “العالم المساعد بالذكاء الاصطناعي هو أداة تعاونية لمساعدة الخبراء في جمع الأبحاث وتحسين عملهم — ليس الهدف منه أتمتة العملية العلمية.” يبدو أن هذا التصريح يهدف إلى تهدئة المخاوف بشأن استبدال الذكاء الاصطناعي للبشر في العديد من المجالات.
الفكرة هي أن الأداة يمكنها توفير فرضيات مباشرة ليتم اختبارها تجريبيًا من قبل العلماء الذين يمتلكون الخبرة. تعد الأداة بمساعدة البشر بطرق متنوعة أخرى، مثل تقليل الوقت اللازم لمراجعة الأدبيات التفصيلية عبر مجالات قد يكون الباحثون غير ملمين بها.
على الأقل في الوقت الحالي، يُطلق على النظام اسم “العالم المساعد بالذكاء الاصطناعي” فقط. وهو متاح حاليًا فقط للباحثين المشاركين في برنامج جوجل الجديد “Trusted Tester Program”، والذي يضم حوالي 20 باحثًا رئيسيًا، كما أوضح متحدث باسم الشركة عبر البريد الإلكتروني. يمكن للمهتمين بالمشاركة في البرنامج ملء طلب عبر الإنترنت.
نفس الفرضية في وقت أقل
أبلغت الجهات التي اختبرت النظام مبكرًا، مثل جامعة ستانفورد، وهيوستن ميثوديست، وإمبريال كوليدج لندن، عن نتائج واعدة مع النموذج.
قضى علماء إمبريال عقدًا من الزمن في دراسة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، مما يثبت كيف تساهم بعض البكتيريا في العدوى المقاومة للمضادات الحيوية، وهي تحدٍ صحي عالمي تتزايد فيه معدلات العدوى والوفيات. نظرًا لعلاقتها بمبادرة فليمنغ، التي تعمل على السيطرة على انتشار مقاومة مضادات الميكروبات، طلبت جوجل من فريق إمبريال اختبار كيفية تفاعل “العالم المساعد بالذكاء الاصطناعي” مع نفس المشكلة.

قال البروفيسور خوسيه بيناديس من قسم الأمراض المعدية في إمبريال في بيان: “عندما اقترب فريق جوجل البحثي منا لاختبار منصة الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم، أدركنا أننا بحاجة إلى تكليفها بنفس الأسئلة العلمية التي كنا قد استكشفناها بالفعل واستخدمناها كأساس لعملنا التجريبي.”
وأضاف: “هذا يعني بشكل فعال أن الخوارزمية كانت قادرة على النظر في الأدلة المتاحة، وتحليل الاحتمالات، وطرح الأسئلة، وتصميم التجارب، واقتراح نفس الفرضية التي توصلنا إليها من خلال سنوات من البحث العلمي الشاق، ولكن في جزء بسيط من الوقت.” أي في غضون أيام قليلة.
مخاوف أخلاقية وأمان
في تقرير مفصل عن “العالم المساعد بالذكاء الاصطناعي”، تناولت جوجل قيود النظام، وأقرت بالحاجة إلى ضمانات تقنية ضد الاستفسارات البحثية غير الأخلاقية والنوايا الخبيثة للمستخدمين. فقط هذا الشهر، حذرت جوجل من إساءة استخدام Gemini من قبل مجرمي الإنترنت، مما أثار مخاوف من أن الاستفسارات العلمية الحساسة أو السرية قد تقع في الأيدي الخطأ. تشير الورقة البحثية إلى أن “العالم المساعد بالذكاء الاصطناعي” يحتوي حاليًا على بعض الضمانات، ولكنها تقول إن المزيد منها سيكون مطلوبًا في النهاية.
ومع ذلك، أعرب العلماء الذين جربوا النظام عن حماسهم بشأن إمكاناته.
قال تياجو دياس دا كوستا، الذي شارك في قيادة العمل التجريبي من قسم علوم الحياة في إمبريال ومبادرة فليمنغ: “ما تظهره نتائجنا هو أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على تجميع كل الأدلة المتاحة وتوجيهنا إلى أهم الأسئلة والتصميمات التجريبية. إذا عمل النظام كما نأمل، فقد يكون هذا بمثابة تغيير قواعد اللعبة؛ حيث يستبعد ‘الطرق المسدودة’ ويمكننا من التقدم بوتيرة استثنائية.”