كانت الدراسات السابقة قد بينت بأن الشاي الأخضر يمكنه استهداف خلايا سرطان البنكرياس، ولكن دراسة جديدة تشير إلى أن فوائد هذا المشروب السحري لا تنحصر بهذا النوع من السرطانات فقط، فتبعاً للدراسة جديدة التي تم إجراؤها من قبل باحثي جامعة ولاية بنسلفانيا، فإن مضادات الأكسدة الرئيسية التي توجد في الشاي الأخضر، مثل اليبيغاللوكاتيشين-3-غالاتي (EGCG)، تساعد على قتل الخلايا السرطانية الفموية من خلال تدمير الميتوكوندريا في الخلايا.
عى الرغم من أن العلاجات الكيميائية تعتبر فعالة للغاية في القضاء على الخلايا السرطانية، إلّا أنها تتحول بسرعة لتصبح أقل أهمية مع اتجاه الأطباء للبحث عن علاجات أكثر استهدافاً لتلك الخلايا، فبدلاً من التخلص من الخلايا الضارة فقط فإن العلاجات الكيميائية تهاجم الخلايا السليمة أيضاً، والتي غالباً ما توجد في الشعر والأمعاء، مما يؤدي لفقدان الشعر والإصابة بشكل متكرر بالأمراض المرتبطة بنظام المناعة.
بحسب (جوشوا لامبرت)، وهو أستاذ مشارك في قسم العلوم الغذائية في ولاية بنسلفانيا، فإن هذا النوع من الآثار الجانبية لا تظهر مع استهلاك الشاي الأخضر.
قام (لامبرت) وزملائه بإجراء الدراسة من خلال مراقبة الخلايا المزروعة، التي تم حقنها بنفس الكمية الـ(EGCG) التي يمكن أن يحصل عليها أي شخص عادة في لعابه بعد مضغ علكة بطعم الشاي الأخضر، وقد أظهرت التجربة عدداً من ردود الفعل الواعدة.
تبعاً لـ(لامبرب) فيبدو بأن الـ(EGCG) قد تسبب في تشكيل أنواع من تفاعلات الأوكسجين في الخلايا السرطانية، الأمر الذي أضر بالميتوكوندريا، مما جعلها تستجيب من خلال القيام بالمزيد من أنواع تفاعلات الأوكسجين، وهذا مع مرور الوقت، جعل الميتوكوندريا تفقد المزيد من دفاعاتها مع انهيار قدرتها على التعبير عن الجينات المضادة للأكسدة، وفي حالتها الضعيفة هذه تستسلم الخلايا السرطانية في نهاية المطاف للـ(EGCG) بشكل كامل، وتموت.
ليست هذه المرة الأولى التي يكتشف فيها العلماء قدرة الـ(EGCG) على قتل الخلايا السرطانية، ففي أيار/ مايو من عام 2014، اكتشف العلماء من معهد البحوث الطبية الحيوية في لوس أنجلوس قدرة هذا المركب على منع وإبطاء نمو سرطان البنكرياس، فقد أظهرت الدراسات السابقة بأن الأوكزامات المثبط للأنزيم يلعب دوراً أساسياً في تدمير أحد الإنزيمات الرئيسية في الخلايا السرطانية في البنكرياس والتي تعرف باسم (LDHA)، ولكن العلماء في معهد البحوث الطبية الحيوية وجدوا بأن الـ(EGCG) يمكن أن ينافس الأوكزامات في قوته التدميرية.
كان للعلماء في كلا الحالتين هدفاً مشتركاً، وهو التخلص من السرطان، حيث أن هذا المرض بأنواعه بدأ بالانتشار بشكل مرتفع، وخاصة في الدول النامية حيث النظام الغذائي الغربي يزيد من خطر تأثيره، فقد صدر مؤخراً على سبيل المثال أن سرطان الثدي هو النوع الأكثر فتكاً من السرطان بين النساء في العالم المتقدم، وأن سرطان البنكرياس يمتلك تقريباً نفس القدر من الضرر، فمن بين 45,000 تشخيصاً يتم تشخيصهم في كل عام في الولايات المتحدة بهذا المرض، يكون 85% منها حالات قاتلة.
بالنسبة لـ(امبرت) وفريق البحثي، فإن الهدف الأكثر إلحاحاً هو الخروج من دائرة الخلايا المزروعة، فالخطوة التالية هي إجراء التجارب على النماذج الحيوانية، حتى يتمكنوا من معرفة أي نوع من الآثار الجانبية – إن وجدت – يمكن لـ(EGCG) أن يسببها، وإذا ما استمرت الميتوكوندريا في الإضمحلال نتيجة لهذا المركب، فإن هذا سيقربنا خطوة أخرى نحو تطوير علاجات بديلة لسرطان الفم لا تعتمد على العلاجات الكيماوية.