يطلق مصطلح “السموم” على أي مادة تؤذي الصحة أو تدمر الحياة عندما يتم استيعابها في جسم الإنسان، وهناك سموم تنتجها الحيوانات ومنها العقارب والأفاعي، كما أن هناك سموما في المعادن وهناك سموم في النباتات، والعجيب هو أن بعضا من هذه السموم مفيدة وتستخدم في إنتاج الأدوية وخاصة منها سموم الأفاعي.
المعادن السامة:
1- الزئبق، وهو واحد من أكثر المعادن السامه التى تسبب مشاكل صحية عديدة فمعظم الناس معرضين للتلوث بالزئبق من مصادر مختلفة منها حشو الأسنان والتغذية على الأ سماك البحرية الكبيره (التونا…..وغيرها) أو عن طريق الحقن بالأمصال وتعتبر مياه الشرب ومياه الصرف الزراعي المختلطة بمخلفات المصانع هي أكثر مصادر التلوث بالزئبق في دول العالم الثالث، ويؤدى الزئبق إلى ضعف الإبصار وفقد السمع وحدوث مشاكل في الجهاز الهضمي والعصبي لتأثيره السام على الأعصاب، كما أنه يؤثر على القدرة العقلية ويؤدى تراكمه إلى حدوث فشل في وظائف الكبد والكلى وضعف في حاسة السمع.
هناك مصادر عديده يتعرض فيها الإنسان لسميه الرصاص منها البويات البنزين ميا ه الشرب الملوثه أثناء تصنيع البطاريات ومنتجات الكاوتشوك والزجاج والمنتجات المحتوية على الرصاص بالإضافة إلى أبخرة أكسيد الرصاص الناتج أثناء هدم المصانع القديمة وتستمر آثار الرصاص فى البيئة لعشرات السنوات وتعد حوائط المنازل المطلية بالبويات مصدرًا دائمًالإسنشاق أبخرة الرصاص.ويؤدى التعرض للرصاص عن طريق شرب الميا ه الغير نقيه أو المعيشة فى المناطق الملوثه إلى إختلال فى وظائف المخ وتغيرفي السلوك العصبى فى الإنسان الذى يؤدى إلى ضعف المقدرة على الإدراك وقلة الذكاء1Q…أما السلوك العدوانى فهو أهم أثر من آثار التلوث بالرصاص
كما فى باقى المعادن يمتص الجسم الألمونيوم ثم يتراكم فى الأنسجه الرخو ه مؤديًا إلى حدوث أمراض خطيرة منها هشاشة العظام الانيميا الصداع وضعف الذكاء مشاكل فى الكلام ضعف الذاكرة وضعف شديد فى الأعصاب..كما توجد علاقة كبيرة بين تركيز الألمونيوم بالأنسجة الرخوة ومرض الزاهيمر وقد وجد فى حالات الوفيات بهذا المرض أن تركيز الألمونيوم فى المخ كان ٤ مرات قدر الالمونيوم فى الحالات العادية.
تدخل مركبات الزرنيخ العضوية فى تصنيع المبيدات الزراعية وفى حفظ الأخشاب وبمجرد خروج الزرنيخ إلى البيئة الخارجية فلا يمكن تكسيره ومعظم مركبات الز رنيخ تذوب فى الماء . ويعتبر الدخان الناتج عن حرق مخلفات أخشاب سبق معاملتها بالزرنيخ مصدرًا له ثم يدخل الجسم عن طريق التنفس..يوجد الزرنيخ أيضًا فى مياه الشرب خاصة مياه العيون ويعتبر التعرض للزرنيخ لفترات طويلة هو أحدأسباب حدوث سرطان المثانة والرئتين والجلد والكبد وممرات الأنف والكبد والبروستاتا.
أما التعرض لمستوى منخفض منه فيؤدى إلى حدوث غثيان و قيىء وزيادة إنتاج كرات الدم الحمراءوالبيضاء مع عدم إنتظام فى ضربات القلب ثم تدمير الأوعية الدموية والإحساس بشكشكة فى الأيدى والقدم ومع الوقت يحدث أسوداد للجلد ثم ظهور حبوب وتأليل على الكف ، وبطن القدم..لهذا فإنه من المفضل إذا كنت تشرب من مياه جوفية أن تختبرها لوجود الزرنيخ من عدمة..وفى عام ٢٠٠١ راجعت هيئةEPAالمعدل المسموح لوجود الزرنيخ فى مياه الشرب وقامت بخفضه من ٥٠ جزء /بليون ل يصبح ١٠ جزء فقط /بليون وبالرغم من ذلك فإن هناك بعض المتخصصين يعتقدواأنه لا يجب الا تزيد هذه النسبه عن ٣جزء/بليون.
5- الكادميوم
ينتقل الكادميوم إلى الغذاء و عن طريق دخان السجائر ومعروف عنه أنه معدن مسرطن، ومثل باقى المعادن ينتقل إلى الجسم ويتراكم به ولو بعد فتره طويلة حتى ولو بنسب صغيرة..بنسبةوينتشر فى الهواء أثناء إجراء عمليات التعدين الصناعة حرق ا لفحم مخلفات المنازل ويرتبط الكادميوم مع حبيبات التربةثم يذوب فى الماء ويتراكم فى النباتات و الأسماك والحيوانات ويتواجد بنسبةعالية فى الأسماك المحاربه والكبد والكلاوى واللحوم.ولا يقتصر تعرض الإنسان للكادميوم فقط عن طريق الغذاء ولكن أيضًا من خلا ل شرب مياه ملوثه أوإستنشاق هواء ملوث به قرب أماكن حرق المخلفات وأيضًا عند العمل فى صناعة البطاريات أو لحام المعادن.
المخلوقات السامة:
هناك الكثير من المخلوقات السامة على وجه الأرض، فهي تتنوع لتشمل الحشرات و الزواحف و الأسماك وحتى الرخويات، وقد تندهش إذا علمت أن هتاك أسماك قاتلة وأن قنديل البحر السام يكاد يكون من أخطر المخلوقات وأكثرها سمية في العالم، ولأن المجال لا يتسع لنخوض في هذه المخلوقات بإسهاب يمكن القول أن الحشرات البراقة اللامعة و الأسماك و الرخويات التي يمكن أن تبهرنا بشكلها وجمالها هي في الواقع من المخلوقات الأكثر سمية في العالم و التي تنضاف إلى أعتى الأفاعي و العقارب التي كثيرا ما قرأنا أو سمعنا عنها، وبالتالي فليس كل ما يلمع ذهبا، ويفضل الحذر عن مصادفة حلزون مرقط أو قنديل بحر مشع.
النباتات السامة:
السم لا يقتصر على المخلوقات و المعادن فهناك أيضا نباتات سامة يمكن أن تقتل الإنسان في دقائق، والمدهش هو أن بعضها يتخذ شكل ثمار صغيرة مغرية، ومهنا على سبيل المثال لا الحصر:
نبات شوكران الماء: يتميز بالزهور البيضاء والخضراء التى تنمو فى درجة حرارة باردة ويعد من فصيلة النباتات شديدة السمية فى قارة شمال أمريكا، وفي حال تناوله بالخطأ يتسبب فى الغثيان و القئ، و آلام المعدة و الارتعاش والارتباك وعادة ما تحدث الوفاة بسبب فشل جهاز التنفس فى القيام بدوره بعد هضم السم.
2- نبات خانق الذئب: يوجد فى المناطق الجبلية، وبعد ابتلاعه تظهر أعراض حرقة فى الأطراف والمعدة ويكفي القليل منه لقتل شخص بالغ.
3. البازلاء المسبحية : إنه نبات يمكنه الالتفاف حول سيقان الأشجار والوصول إلى القمم، مشهور باللون الأحمر النارى حيث يحتوى النبات على سم قاتل يكفى 3 ميكروجرام منه لقتل إنسان بالغ.
5. نبات الخروع: هذا النبات معروف واستعماله شائع جدا وخاصة زيته، ولكن العلماء اكتشفوا مؤخرا أنه من أكثر النباتات سمية فى العالم، وهو ينمو فى دول حوض البحر المتوسط وشرق إفريقيا والهند، حيث يحتوى على مادة “الرايسين” السامة والتى تتركز فى البذور والثمار التى يستخرج منها زيت الخروع، وتكفى بذرة واحدة لقتل شخص خلال يومين.
وهناك العديد من المخلوقات السامة، كما أن هناك نباتات سامة ربما نستعمل البعض منها في منازلنا لأنها ببساطة تصبح سامة إذا تم تناول الكثير منها أو تم تناولها بشكل خاطئ، كما أن هناك نباتات قد تغريك بجمالها وشكلها وألوانها وهي في الواقع تخفي داخلها شيئا يمكن أن يضع حدا لحياتك.