بينت دراسة جديدة قام بها باحثون من جامعة كاليفورنيا في ديفيز، أن تناول الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على السكر الحقيقي وليس مواد التحلية الاصطناعية مثل الأسبارتام يمكن أن يعمل على تخفيض مستويات التوتر لدى الإنسان، حيث وجدت الدراسة التي تم نشرها في مجلة (Clinical Endocrinology and Metabolism) أن مستويات هرمون الإجهاد (الكورتيزول) انخفضت لدى النساء بعد أسبوعين من تناول مادة السكروز التي تعرف أيضاً باسم سكر المائدة، وعندما طلب منهن أداء مجموعة من التحديات في الرياضيات، كانت مستويات الكورتيزول لديهن أقل من النساء اللواتي كن يتناولن الأسبارتام.
بعد ذلك قام الباحثون بإخضاع تلك النساء لتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لمسح أدمغتهن، ووجدوا بأن السكر كان قادراً على تعطيل نشاط هرمون الإجهاد في تلفيف الحصين –منطقة بالدماغ تقوم بتنظيم درجة حرارة الجسم ومقدار العطش والجوع والنوم وإيقاع الساعة البيولوجية كما أنها تتحكم في المزاج والدافع الجنسي-، ولكن على اعتبار أن السكر هو في الحقيقة عبارة عن كربوهيدرات بسيطة، فهذا يعني أن معالجته تتم بسرعة أكبر من غيره من المواد داخل الجسم، وهذا يؤدي بدوره إلى تحليله بسرعة، مما يجعل الشخص بحاجة لإعادة ملء ذلك الفراغ عن طريق تناول المزيد من السكر، وتبعاً للباحثين فإن هذه الدورة من تناول السكر للحد من التوتر تكرر نفسها مراراً وتكراراً حتى تشكل في النهاية نمط من عادات الأكل السيئة لدى الشخص.
بدأ اضطراب الإجهاد المزمن يصبح مشكلة متزايدة بين البشر في الآونة الأخيرة، وهذا قد يكون السبب الذي يجعل الأشخاص يميلون إلى الإكثار من استهلاك السكريات في أطعمتهم ومشروباتهم، ويمكن القول إن سوء التغذية تعد من بين الأسباب الرئيسية للإجهاد، وفي هذا المجال يتم تعريف سوء التغذية على أنه استهلاك الكثير من الكافيين والأطعمة المصنعة أو السكريات المكررة، لذلك يحذر الخبراء لضرورة عدم اعتبار السكر على أنه وسيلة للخفض من التوتر.
بحسب (كاثرين جينر)، مديرة حملة التعامل مع السكر، فإن اتباع نظام غذائي صحي قد يكون له تأثير إيجابي على كل من الصحة الجسدية والعقلية أكثر بكثير من تناول الكثير من السكر الذي لن يساعد على خفض مستويات التوتر لدى الشخص لمدة طويلة من الزمن بالتأكيد.
قبل حوالي الـ10 سنوات، وجدت جامعة سينسيناتي نتائج مشابهة لهذه الدراسة، وذلك عندما ساعد السكر الفئران في المختبر على التعامل مع المواقف الصعبة، حيث أنه ساعد على خفض مستويات هرمون الإجهاد لديها أيضاً، وقد وجد الباحثون آنذاك أن المحليات الاصطناعية قد ساعدت أيضاً في التخفيف من التوتر، ولكن ليس بقدر ما فعله السكر.
من الواضح أن السكر الحقيقي قد أثبت نفسه ليكون مادة لتخفيف التوتر أكثر من المحليات الاصطناعية، ولكن هذا لا يعني أنه يجب على المستهلكين أن يبدؤوا بتناول الكثير من السكريات كطريقة لتخفيف توترهم، بل في الواقع، عندما يريد الشخص أن يخفف من توتره عن طريق الطعام ينبغي عليه تجنب الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين، وأيضاً تلك التي تحتوي على تركيزات عالية من الدهون والسكر.