ينتمي الزهايمر لتلك الفئة من الأمراض التي لم يجد الطب علاجًا لها حتى الآن، والسبب في ذلك أنها عملية غير قابلة للعكس، فهو خلل دماغي يتضمن الكثير من الأنشطة العقلية منها: التذكر, التفكير، معالجة البيانات، التعلم والعديد من العمليات الدماغية التي يصعب على المصاب بالزهايمر تأديتها في الحياة اليومية.
يتصل الزهايمر اتصالًا مباشرًا بمرض الخرف وهو الإسم العلمي لمجموعة من الأعراض يسببها خلل يؤثر على الدماغ بشكل مباشر، فهو ليس مرضًا بعينه, والمصابون بالخرف يفقدون القدرة كلما تقدم بهم السن على القيام بالأنشطة الطبيعية كتناول الطعام وارتداء الملابس والتحكم في المشاعر، إذن الزهايمر هو الشكل المألوف للخرف ويصيب الأشخاص تدريجيًا بداية من سن الستين، وتزداد الأعراض وترتفع حدتها كلما تقدم السن.
الأعراض والعلاج
يبدأ المرض بغزو الدماغ ببطء فيتضمن أولًا أجزاء الدماغ التي تتحكم في: الذاكرة، اللغة والتفكير، ومن ثَم تزداد عادة نسيان الأشخاص والأشياء على حد سواء، ويبدو ذلك مشابهًا لمشكلة أخرى مشابهة وهي (الضعف الإدراكي البسيط-Mild Cognitive Impairment ) والذي يسبب مشاكل في الذاكرة أكثر من المعتاد مقارنة بالأشخاص الغير مصابين به في نفس السن، وجدير بالذكر أن الكثير من وليس كل من يصاب بالضعف الإدراكى البسيط قد يصاب بالزهايمر.
ويأتي السؤال هنا، هل هناك علاج لهذا المرض؟ إلى الآن لم يجد الطب علاجًا يوقف حدوث المرض أو يبطيء من تقدمه فكما ذكرت آنفًا أنه خلل غير قابل للعكس، ولكن أقرت منظمة الأغذية والعقاقير(FDA) أربعة عقاقير من شأنها تخفيف أعراض المرض فيستطيع المريض ممارسة الأنشطة اليومية بشكل أفضل، مع العلم أنه لن يتسبب أي من تلك العقاقير بوقف العملية أو عكس تأثيرها.
العقاقير الموافق عليها من قِبل منظمة الأغذية والعقاقير (FDA):
1- (Donepezil (Aricept
2- (Rivastigmine (Exelon
3-(Galantamine (Razadyne
تستخدم العقاقير السابقة لعلاج الحالات الخفيفة والحالات المتوسطة.
4-(Memantine (Namenda
ويعد الأخير أحدث ما توصل إليه العلماء ويستخدم في علاج الحالات المتوسطة والحالات الحادة.
ما هي الطرق الحديثة في الكشف عن المرض؟
يتحرى العلماء في الوقت الحالي عن طرق للكشف المبكر عن الزهايمر والبحث عن آليات لوقف تأثيره، الهدف الأسمى الآن هو توفير طرق دقيقة، قليلة التكلفة ويُعتمد عليها في الكشف عن المرض بحيث يستطيع كل الأطباء تطبيقها في العيادات والمراكز الطبية.
تُركز بعض الدراسات على مراقبة الشخصية والأنشطة العقلية للشخص، والتي قد تقاس عبر اختبارات الذاكرة والاسترجاع، وتتجه بعض الدراسات الأخرى لتحليل العلامات البيولوجية الملحوظة في الآشعة الدماغية، السائل النخاعى والدم للكشف عن التغيرات في أدمغة المصابين بالضعف الإدراكي والأشخاص الطبيعيين المهددين بخطر الزهايمر.
تشير الدراسات أن الكشف المبكر عن المرض قد يكون ممكنًا ولكن يحتاج الأمر لمزيد من التدقيق والبحث لتوفير نتائج مرضية وآليات قابلة للتطبيق بشكل آمن.
كيف يتم تشخيص المرض؟
هناك عدة طرق للتحري عن وجود المرض ومن خلالها يستطيع الطبيب تحديد المرحلة التي يمر بها المريض من خلال الأعراض والفحوصات المختلفة، وتتلخص تلك الطرق فيما يلي:
- يسأل الطبيب فرد من أفراد العائلة أو صديق مقرب عن التاريخ الطبي للشخص، الحالة الصحية في المجمل، القدرة على القيام بالأنشطة المختلفة والتغيرات الملحوظة في سمات الشخصية والسلوك.
- يخضع المريض لعدة اختبارات منها اختبارات الذاكرة والانتباه وعد الأشياء.
- إجراء فحوصات شاملة على المريض كتحليل البول والدم للتعرف على جميع الأسباب الممكنة التي قد تسبب المرض.
- إجراء فحوصات دماغية مثل (الرنين المغناطيسي-Magnetic Resonance Imaging) ، (التصوير المقطعي-Computed Tomography) لتحديد كل الأسباب الممكنة لحدوث الأعراض.
إذا لاحظت حدوث بعض الأعراض الغير مألوفة كضعف التذكر، قلة الانتباه، تغير السلوك، فعليك استشارة طبيب، أو حتى إذا لاحظتها على أحد أفراد عائلتك أو أحد أصدقائك فعليك تحذيرهم قبل أن تتفاقم المشكلة وتزداد الأعراض.