نشرت مجلة (رسائل في الأبحاث البيئية) دراسة جديدة، مفادها أن الرياح الشمسية قد تكون السبب وراء الصواعق التي تضرب كوكب الأرض.
سبق للعلماء وأن طرحوا تساؤلاً مفاده هل يمكن للأشعة الكونية أن تسبب صواعق البرق التي تضرب الكرة الأرضية ؟ الدراسة الجديدة التي نحن في صددها تفيد بأن الأشعة الكونية لها دور في تشكّل البرق، وتضيف على ذلك بأن الرياح الشمسية تشترك مع الأشعة الكونية في التسبب بإحداث البرق على الكرة الأرضية.
يقول الدكتور (كريس سكوت) عالم الأرصاد الجوية في جامعة ريدينغ في المملكة المتحدة، في فيديو صادر عن الجامعة تم نشره على موقع يوتيوب، بأنه ينشأ عن دوران الشمس رياح شمسية شديدة أو متوسطة القوة تتجه نحو كوكب الأرض، وإن تأثير الشمس والرياح الشمسية على كوكبنا ليس بالأمر الغريب، بالنظر إلى أن الأرض تسبح في مدار الشمس، ومثال ذلك ظاهرة الشفق القطبي (وهي أضواء ملونة تسطع في القطب الشمالي والجنوبي) والتي تحدث نتيجة لاختراق جسيمات مشحونة بالطاقة الغلاف الجوي للكرة الأرضية.
تم تعيين فريق من جامعة ريدينغ للتحقيق في العوامل الكامنة خلف انطلاق الشحنات الكهربائية عند حدوث البرق، وذلك بهدف وضع نظام دقيق للتنبؤ بحدوث الصواعق، بالنتيجة وجد الفريق بأنه توجد علاقة ما بين تيارات الرياح الشمسية وعدد المرات التي يضرب بها البرق الأرض، حيث تقوم جسيمات بروتونية صادرة عن الشمس بزيادة معدل عدد المرات التي يضرب بها البرق الأرض، وعلى الرغم من أنه إلى حد الآن لم يستطع العلماء معرفة الآلية التي تقوم بها الرياح الشمسية بزيادة معدل الصواعق، ولكنهم يتوقعون بأن تكون الجسيمات المشحونة بالطاقة الصادرة عن الرياح الشمسية والتي تخترق الغلاف الجوي للكرة الأرضية، هي التي تصدر رد الفعل المتمثل بحصول البرق، حيث سجل الدكتور (سكوت) وفريقه ارتفاعاً ملحوظاً في عدد المرات التي تضرب بها الصواعق الأرض في الأيام التي تعقب وصول الرياح الشمسية، وبناء على الدراسة أصدر الفريق الباحث بياناً مفاده الآتي :
“في الـ 40 يوما التالية لوصول الرياح الشمسية إلى الأرض، وجد الباحثون أن هناك ما معدله 422 صاعقة ضربت أنحاء المملكة المتحدة ،وبمقارنة هذا العدد بمتوسط قدره 321 صاعقة في 40 يوما قبل وصول الرياح الشمسية، نجد أن معدل ضربات البرق بلغ ذروته بين 12 و 18 يوماً بعد وصول الرياح الشمسية”
وعلى الرغم من أن الفريق الباحث لم يتوصل بعد إلى معرفة المنطقة التي قامت فيها جسيمات الطاقة الصادرة عن الرياح الشمسية باختراق الغلاف الجوي، إلا أنهم يأملون بأن الأبحاث القادمة ستمكنهم من معرفة مكان التصادم بدقة، مما يؤدي بالنتيجة إلى وضع نظام أفضل للتنبؤ بوقوع الصواعق.
أخيراً، يضيف الدكتور (سكوت) في حديث له لأخبار BBC، بأن البحث حالياً يجب أن يُكرّس لتتبع حركة جسيمات الطاقة داخل الغلاف الجوي، لمعرفة النقطة التي تضمحل فيها هذه الجسيمات، لأنه من المعروف علمياً بأن هذه الجسيمات ليس لديها القوة الكافية لتصل إلى سطح الأرض، لذا لابد أن تكون هذه الجسيمات قد توقفت في مكان ما في أسفل طبقة الغلاف الجوي، ويتوجب على الأبحاث معرفة هذا المكان.