من المتوقع أن تكون النساء هن الأكثر إقبالا على عمليات التجميل المختلفة، لكن الأمر عكس ذلك في مجال زراعة الشعر، حيث نجد نسبة الرجال الذين يجرون مثل هذه الجراحية يبلغ نحو 60% من إجمالي من يخضعون لزراعات الشعر حول العالم!
لم يمر سوى ربع قرن فقط على ظهور عمليات زراعة الشعر التجميلية، لكنها خلال الخمسة أعوام الأخيرة باتت الأسلوب الأكثر فاعلية في معالجة الصلع وتساقط الشعر المرضي الذي يصيب عدد كبير من الناس حول العالم، كذلك فإن النتائج السريعة والنهائية التي تحققها مثل هذه العمليات جعلتها البديل الأمثل للعلاجات الأخرى، التي تعتمد على مواد مثل المينوكسيديل والفيناسترايد وغيرها، والتي كانت تحتاج لوقت طويل قبل ظهور أبسط النتائج، ولم يكن في إمكان المرضى التوقف عن تناولها طوال العمر، وإلا حدثت نتائج عكسية.
فيما يلي سنتعرف على عمليات زراعة الشعر وإجراءاتها والسبب وراء هذا الانتشار الواسع والإقبال من الرجال على وجه التحديد، كذلك سنتعرف على أهم البلدان التي تجرى بها والتكاليف التقريبية للجراحة، مع عرض بعض الحقائق عن هذا النوع من الجراحات التجميلية.
ما الفكرة التي تقوم عليها زراعة الشعر؟
تعتمد عمليات زراعة الشعر عموما على فكرة رئيسية واحدة، وهي نقل الشعر من المناطق السليمة، التي لم يصبها الصلع، إلى تلك المناطق التي تعاني ظهور فراغات في فروة الرأس، ومن هنا يظهر أن الجراحة تتمتع بمعدلات أمان عالية، حيث أن البصيلات المستخدمة في الزراعة تكون من نفس جسم المريض، سواء من فروة الرأس في المناطق المانحة، أو من شعر الجسم في الحالات التي تعاني مراحل متقدمة من الصلع.
وتتم الجراحة على ثلاثة مراحل غالبا، فبعد أن يتم تهيئة المريض لدخول غرفة العمليات، يقوم الطبيب بالحصول على العدد المطلوب من البصيلات الموجودة بالمناطق المانحة، وهو ما يعرف بمرحلة الحصد، بعدها يتم فرز هذه البصيلات، وشق القنوات المستقبلة لها بالمناطق المصابة، ومن ثم يأتي الدور على آخر مراحل هذه العملية، وهي مرحلة الزراعة، حيث يتم توزيع البصيلات على مناطق الصلع وفق أسس علمية دقيقة.
من الجدير بالذكر أن التقنيات المستخدمة في عملية زراعة الشعر قد تطورت بشكل ملحوظ، حيث ظهرت تقنيات مثل CHOI لزراعة الشعر، والتي قللت مراحل العملية لاثنتين فقط، حيث يتم زراعة البصيلات مباشرة، دون الحاجة لشق القنوات المستقبلة أولا، وذلك بفضل أداة أقلام تشوي المتطورة.
لا يحتاج المرضى غالبا لفترة تعافي بعد العملية، ولا للمكوث في المستشفى تحت العناية الطبية الخاصة، حيث أن الجراحة لا ينتج عنها أي جروح، ما عدا تلك الندوب الدقيقة التي سرعان ما تزول بعد عدة أيام، ما يمكن المريض من ممارسة حياته الطبيعية من اليوم التالي للعملية.
لماذا تنتشر زراعة الشعر بين الرجال؟
هناك العديد من الأسباب المختلفة التي تسبب تساقط الشعر أو الصلع لدى الذكور، ربما بصورة أكبر من تلك الموجودة لدى النساء، حيث أكدت الدراسات والأبحاث العلمية أن الجينات الوراثية المسببة للصلع غالبا ما تكون منقولة عن الوالد، وتنحي مثل هذه الصفة لدى الوالدة، وذلك فيما يتعلق بالصلع الوراثي، كذلك فإن المجهود البدني الزائد الذي يبذله الرجال في الكثير من الأعمال التي يقومون بها دون النساء والرياضات البدنية العنيفة، يكون لها دور أساسي فيما يعرف بتساقط الشعر الكربي لديهم.
وفي حقيقة الأمر فإن فارق النسبة بين الرجال والنساء الذين يقومون بزراعة الشعر التجميلية ليس كبيرا إلى هذه الدرجة، لكن ما يجعل ذلك شيئا لافتا هو مقارنة تلك النسبة بأعداد الرجال الذين يقبلون على عمليات التجميل المختلفة الأخرى.
كذلك تنتشر بين الرجال وخاصة فئة الشباب هذه الأيام عمليات زراعة اللحية، وهو ما ساعدت على انتشاره الموضات العالمية التي ظهرت مؤخرا والتي تفضل اللحى الطويلة، وتعتبرها أكثر جاذبية، ومن أكثر من يقبلون على إجراء هذه الجراحة نجد الرجال في دول الخليج، والذين في الغالب ما يفضلون السفر والسياحة العلاجية على إجرائها داخل حدود بلادهم.
أشهر وجهات زراعة الشعر حول العالم
في مقدمة الدول التي يتم بها إجراء عمليات زراعة الشعر الآن بمختلف أنواعها نجد الجمهورية التركية، والتي تجري أكثر من 80 ألف عملية زراعة شعر في مختلف مراكزها وعياداتها سنويا وفق إحصائيات 2017، ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم في العام الحالي إلى 100 ألف عملية، وهو رقم مهول يدر إلى دخلها القومي الكثير من العملية الصعبة، ويجعلها في مصاف الدول الأكثر جذبا للمرضى في هذا المجال. ولكننا لا ننصحك عزيزي القارئ أن تقوم بهذا الإجراء دون تخطيط جيد لها، وهذا المقال يساعدك على ذلك.
منذ عام 2014 وحتى الآن حوالي 70% ممن يقبلون على إجراء زراعة الشعر في تركيا يكونون من دول الخليج، والأكثر إقبالا على الإطلاق يأتون من السعودية والكويت والإمارات وقطر والبحرين، حيث ترتفع تكاليف زراعة الشعر في مثل هذه البلدان بشكل ملحوظ، مع قلة الخبرات المتوفرة، ما جعل المراكز التركية في مقدمة الوجهات التي يسهل السفر إليها وإجراء العملية بها بتكلفة أقل وجودة أعلى. وذلك وفق إحصائيات الواشنطن بوست.
وفي حين أن دولا في أوروبا وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية تقدم خدمات طبية عالية في هذا المجال، إلا أن طول المسافة والمشقة وتكاليف الباهظة لعبت دورا ملحوظا في تفضل الخليجيين للمراكز التركية، حيث يتم تقديم نفس المستوى من الخدمات العالية، وباستخدام تقنيات متطورة كتلك الموجودة في المراكز الأوروبية والأمريكية.
تكاليف زراعة الشعر وفروق باهظة
هل تصدق أن عملية زراعة الشعر التي من الممكن أن تكلفك نحو 3000 دولار فقط في تركيا مثلا، من الممكن أن تتكلف في السعودية أو الإمارات نحو 10 آلاف دولار؟! ستتعجب أكثر إذا علمت أن معدلات الكفاءة والخبرة التي يتمتع بها الأطباء الأتراك تفوق بمراحل ما هو موجود في مراكز زراعة الشعر الموجودة بتلك البلدان، أما إذا أردت مستويات كفاءة عالية في دولة أوروبية أو في أمريكا مثلا، فستجد أن تكلفة العملية ربما تصل إلى نحو 30 ألف دولار أمريكي!
لماذا إذًا هذا التفاوت الكبير في التكلفة، ولماذا تعتبر تركيا من الدول الأقل تكلفة حول العالم في عمليات زراعة الشعر؟!
للإجابة على هذا السؤال عليك أن تعرف مدى التنافسية التي يشهدها مجال زراعة الشعر في تركيا، حيث يوجد في مدينة إسطنبول وحدها أكثر من ثلاثمائة مركز وعيادة متخصصة في زراعة الشعر، ما يجعل الجميع يتنافس على استخدام أكثر التقنيات العالمية تقدما، والاعتماد على أسماء لها ثقل عالمي، إضافة إلى التنافس في تقديم أكثر الأسعار ملاءمة لجميع فئات المرضى.
حقائق عن عمليات زراعة الشعر
منذ فترة ليست بالطويلة -نحو 10 سنوات- كان من المقلق التفكير في إجراء زراعة الشعر، حيث اعتاد المرضى على الأساليب العلاجية المختلفة، المتمثلة في العقاقير والعلاجات الموضعية، والتي كانت تحتاج لخطة علاجية طويلة الأمد، ولا تحقق النتائج المرجوة منها، كذلك كان يلجأ الكثير من الفنانين والمشاهير إلى الشعر المستعار، الذي من الممكن أن يعرضهم للكثير من المواقف المحرجة.
الأمر اختلف الآن تماما، حيث تبين الإحصائيات أن نسب نجاح هذا النوع من العمليات التجميلية يبلغ نحو 95%، وهي نسبة من النادر وجودها في أية نوعية أخرى من العمليات الجراحية، ذلك بفضل التقنيات المتطورة، والخبرة التراكمية التي اكتسبها الأطباء في هذا المجال.
الرجال، وخصوصا فئة الشباب، يرغبون عادة في المحافظة على المظهر الجذاب، ومواكبة الموضة، أو حتى المظهر الملائم لبعض الوظائف التي تشترط سمات محددة، وليس هناك ما يمنعهم من ذلك الإجراء التجميلي، لكن عليهم البحث جيدا والوصول إلى المركز الموثوق والطبيب ذو الخبرة، لتحقيق النتائج المأمولة، وعدم التعرض لأية أعراض جانبية بعد الجراحة.