تبعاً لبحث جديد، فإن الرجال الذين تزيد أعمارهم عن الـ40 عاماً، والذين يعانون من اضطراب القلق العام، هم أكثر عرضة للموت نتيجة الإصابة بالسرطان بمعدل الضعف بالمقارنة مع الرجال الذين لا يعانون من هذا الاضطراب العقلي، وعلى العكس، لم تجد الدراسة بأن النساء اللاتي يعانين من القلق الشديد معرضات لخطر زيادة التعرض للوفاة نتيجة السرطان.
تعد هذه الدراسة أكبر دراسة تم إجراؤها في أي وقت مضى لاستكشاف وجود صلة بين القلق والسرطان، حيث راقبت نحو 15,938 بريطانياً فوق عمر الأربعين لمدة تصل إلى أكثر من15 عاماً.
حتى بعد أن أخذ الباحثون بعين الاعتبار العوامل التي تزيد من خطر السرطان، بما في ذلك السن، واستهلاك الكحول والتدخين والأمراض المزمنة، كان الرجال الذين تم تشخيصهم بالمعاناة من اضطراب القلق العام أكثر ميلاً بمقدار 2.15 ضعفاً لاحتمالية الموت نتيجة الإصابة بالسرطان مقارنة مع أولئك الذين لا يعانون من مثل هذا التشخيص.
يؤثر اضطراب القلق العام – وهي حالة تتسم بالإصابة بقلق مفرط لا يمكن السيطرة عليه حول العديد من مجالات الحياة – على النساء بشكل أكبر مما يؤثر على الرجال، فمن بين النساء اللواتي شاركن في الدراسة، كان هناك 2.4% يعانين من هذا الاضطراب، بالمقارنة مع 1.8% فقط من مجموع الرجال الذين شاركوا في الدراسة.
أقر واضعوا الدراسة الجديدة بأن النتائج لا تكشف عن كيفية ارتباط السرطان بالقلق، ولا تظهر بأن القلق يسبب السرطان، فالرجال الذين يعانون من القلق قد يكونون من الأشخاص الذين يقومون بأداء سلوكيات تزيد من خطر إصابتهم بالسرطان، ولكن هذين المرضين قد ينحدرا أيضاً من أصول مشتركة، بما في ذلك، ارتفاع معدلات الالتهابات ربما.
بحسب مؤلفي الدراسة، مهما كانت العلاقة، فإن النتائج الجديدة تشير إلى أن الرجال المصابين بالقلق الشديد هم المجموعة التي يجب إيلاء الانتباه إليها من ناحية الصحة العقلية والبدنية.
تبعاً لمؤلفة الدراسة (أوليفيا ريميس) من معهد جامعة كامبردج للصحة العامة، فقد يكون على المجتمع النظر إلى القلق كإشارة تحذر من أن الشخص يمتلك صحة ضعيفة، فهذه الدراسة تبين بأن القلق هو أكثر من مجرد سمة شخصية، بل هو اضطراب مرتبط بمخاطر صحية حقيقية وخطيرة.
بحسب الطبيب النفسي لجامعة إمبريال (ديفيد نوت)، والذي لم يشارك في الدراسة الجديدة، فإن الضيق الشديد الذي يعاني منه هؤلاء الأشخاص المصابين بالقلق يسبب لهم الأرق والإجهاد البدني على نطاق واسع، وهذا لا بد وأن يكون له تأثير كبير على العديد من العمليات الفيزيولوجية، بما في ذلك الإشراف المناعي على الخلايا السرطانية.
يضيف (نوت) بأنه كطبيب نفسي اعتاد على إدارة واحدة من العيادات القليلة المتخصصة في علاج الأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق العام والتي توجد في المملكة المتحدة، لذا فإن هذه النتائج ليست مفاجئة.