تساعد روح الدعابة الناس على الوقاية من فيروس كورونا (كوفيد- 2019) والتأقلم مع التأثيرات التي يحدثها في حياتنا اليومية، في حال تم الاستعانة بها بشكل لائق وبعيدًا عن التهكم.
هذا ما أكدته الدكتورة مهناز موسوى، مدير قسم رعاية الطلاب ومركز الإرشاد في جامعة جورجتاون في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، حيث قالت إنه في الوقت الذي يتوجب فيه على جميع الناس أن يتبعوا الإرشادات الصحية الرسمية في ظل انتشار هذا الفيروس حول العالم، فإن ذلك لا يعني بالضرورة أن يتوقفوا عن الاستمتاع.
تؤكد الدكتورة أن التعامل مع فيروس كورونا (كوفيد-19) يجب أن يتم بعقلانية، حيث تقول:” لا يجب تضخيم أي شيء ولا التقليل من أهميته ومن تأثيراته، بل الحفاظ على رؤية متوازنة واتباع الارشادات، لأن الفيروس يمكن أن يكون له تأثيرًا نفسيًا سلبيًا على الأفراد والمجتمع”.
وتتابع:” من وجهة نظر علم النفس، تعد الدعابة- في حال استخدمت بشكل لائق- دائمًا مفيدة وصحية وخصوصًا في الأوقات الصعبة. روح الدعابة قد تجمع الأفراد والمجتمع ككل معًا، لأنها تعد وسيلة تواصل”.
وأضافت:” يوجد خيط رفيع بين الدعابة اللائقة التي تحسن المزاج وترفع من معنويات الناس، وبين الدعابة المسيئة، في حال كانت الدعابة تبالغ في وصف الواقع أو تستخف بخطورته، أو إذا كانت تستهدف مجموعة معينة من الناس، فهي تصبح إهانة”، مضيفة:” شاهدت مقاطع فيديو مضحكة حول كيفية السلام باليد أو تحية الآخرين مع الحفاظ على عنصر الاحترام، وحول كيفية اتباع إرشادات النظافة الشخصية، وهذه طريقة جيدة للتواصل مع الآخرين”.
وأشارت الدكتورة موسوى، إلى أن الناس يستخدمون الفكاهة كشكل من أشكال التعبير عن المشاعر، حيث تقول:” نحن مجتمعات تواصلية، ونميل أن نكون أكثر اهتمامًا بالآخرين، وإحدى أفضل الطرق للتحكم بالتواصل المباشر مع الآخرين لتفادي انتشار فيروس كورونا (كوفيد -19)، هو في استخدام الدعابة، والعبارات التي تدل على اهتمامك بالآخر كالقول: ألا أقترب منك يعني أنني أهتم بصحتك، وعدم السلام باليد يبدو عمليًا أكثر”.
كما أكدت أنه لا يفترض أن يمتنع الناس عن القيام بالأنشطة التي يستمتعون بها، إلا في حال وجود تعليمات خاصة موجهة لهم بتفادي ذلك، قائلة:” في حال كان الناس يلتزمون بمعايير النظافة الشخصية ويتبعون الإرشادات، يمكنهم أن يذهبوا في نزهة بالهواء الطلق أو التسوق أو الاستمتاع بأنشطة متنوعة”.
حول تأثير الفيروس على بيئة العمل، تقول الدكتورة موسوى، أنه “في حال كنت تشعر أنه يمكنك إنجاز عملك عن بعد، عبر الهاتف أو البريد الالكتروني او الفيديو، وتفادي التواصل المباشر مع الآخرين ضمن مساحة محددة، فقد يكون ذلك أفضل. يمكن لذلك، في الواقع، أن يقلل من شعورنا بالقلق حول مدى احتمالية أن يشعر الشخص الآخر بالإهانة في حال فضلنا عدم مقابلته بشكل شخصي. قد يؤدي ذلك إلى تغيير في عقليتنا، حيث نشرح للآخرين أن اللقاء ليس مهمًا ما دامت صحتنا وصحة الآخرين أولوية. وأن تفاديه لا يتضمن إهانة لأحد”.
فيما يتعلق بالتأثير النفسي للحجر الصحي على الذين يخضعون له، قالت الدكتورة موسوي أننا بطبيعتنا البشرية لا نحب أن نتعرض للحجر ولكن الوقاية الصحية أولوية. قائلة:” أن تعزل نفسك لا يعني الحجر التام، حيث يعتبر الحجر بمثابة فرصة رائعة ومفيدة لقراءة كتاب، أو لإنجاز مشروع ما، ومن المهم أيضًا ان نعيد تنظيم أنفسنا، والأهم دائمًا، أن يفكر الشخص أنه يقوم بالحل الأفضل لحماية نفسه ولحماية الآخرين. فحماية أنفسنا، وأسرنا، وكل أفراد المجتمع مسؤولية”.
شددت الدكتورة على أهمية اتباع التدابير الوقائية التي اتخذتها قطر لحماية المجتمع من انتشار فيروس كورونا (كوفيد19)، وضرورة اتباع كل شخص هذه الارشادات من خلال النظافة الشخصية، مثل غسل وتعقيم اليدين باستمرار.