لم يشهد الإنسان طوال فترة وجوده القصيرة علي الأرض (بالنسبة لعمر الأرض) كائناً يتطور ليصبح مخلوقاً أخر، بل كلها إفتراضات وتصورات ليسناريوهات التطور في الكائنات الحية التي وضعها داروين والتي تنسب له نظرية الدارونية.
لطالما كان يشغلني الحكمة والفلسفة من وراء العلم ودراسة تخصص معين منه. و لم أري غاية أو فائدة من إثبات التطور في الكائنات أو دراسته سوي إثبات أن الله لم يخلق شئ، وأن الكائنات تتطور تلقائياً وذاتياً وأن كل نوع أو جنس أو فصيل لم يخلق منفضلاً بل تطور ليصبح بهذا الشكل، ولنفترض جدلاً أن هذه هي الغاية فأري إنها لن تفيد أحداً.
هل ندرس التطور لكي نعرف كيف تغلبت الكائنات علي تلك الظروف التي مرت بها في حياتها فتطورت من أن تكون زاحفة لتطير؟
وفي الإنسان التطور يقول أن أصل الإنسان تطور من القردة العليا في التسلسل التصنيفي أو ما يسمونه بـ”إنسان الغابة”.
لم أري هدفاً علمياً لذلك سوي إني شعرت بالدونية و إحتقاري لوجودي في الحياة.
ولو كان الهدف هو معرفة كيف تكيف الإنسان مع البيئة ليتطور تلقائياً ليصبح علي ما هو عليه الآن. فلماذا أشغل بالي بما سيتطور إليه الجنس البشري كأن تزيد له عين ثالثة؟! وإنا متوسط عمري ما بين الستين و السبعين ولن أري ذلك التطور يحدث في حياتي.
الحياة توجب علي أن أكون واقعياً، وأن أحيا ذاتي كما هي ولا أفكر أو أدرس كيف سيطول ذراعي!
أؤمن بأن الغريزة الفطرية للإنسان وللكائنات للتكيف مع ظروف الحياة هي السبيل للإستمرار في الحياة والتي لا يجب أن يشغل العلماء أنفسهم بها ولا يضيعون الوقت في دراسة ذلك، إلا في جانب الإجتماعيات (علم الإجتماع) و آثارها.
فإذا كنت لم ولن أري جنسي البشري تتطور أعضائه إلي أشكال أخري، أو تتحول كائنات من شكل إلي أخر، فلماذا أشغل عقلي وأضيع وقتي في دراسة شئ لم ولن أراه يحدث في حياتي؟!
أري أن إهتمامنا ومسئوليتنا العلمية بالأجيال القادمة ليس أن نجلس طويلاً نبحث وندرس ونستكشف لنخبرهم أن عيناً ثالثة ستظهر في جنسكم عام 4018 م، لأن أعينكم الحالية ستتأثر ولن تري جيداً لأن جيلنا الحالي كان يدمن الجلوس خلف الشاشات الإلكترونية.
المقال الأصلي: الداروينية و واقعية البحث العلمي