عند أول انطلاقة لسلسلة حرب النجوم، لم تكن الألعاب الأولى التي تم استيحائها عن السلسة “ذكية”، وكان معظمهما يعمل بالبطاريات، ولكن أطفال هذه الأيام أصبح لديهم إمكانية الحصول على ألعاب رائعة مستوحاة من تلك السلسلة مثل لعبة (BB-8) التي يمكن التحكم فيها عن بعد والتي تم تصنيعها من قبل شركة (Sphero) والتي تصور شخصية روبوت من أحد شخصيات فيلم حرب النجوم السابع، ولكن كيف تعمل هذه اللعبة؟
كيف يمكنك تدوير الكرة من الداخل؟
أولاً، دعونا ننظر في الجزء السفلي من الـ(BB-8)، والذي هو عبارة عن كرة يمكنها التدحرج، ولكن، كيف يمكنك جعل كرة تتدحرج من دون أن تدفعها؟ إن هذا ليس بتلك الصعوبة، فكل ما تحتاج إليه هو كتلة متحركة داخل الكرة، ويمكن لهذه الكتلة أن تكون سيارة صغيرة مع عجلات (يتم وضعها داخل الكرة) أو ربما يكون هامستر، وفي كلتا الحالتين، فعندما تتحرك الكتلة لتصل إلى أعلى جدار الكرة قليلاً، فإن مركز كتلة الكرة سيتحرك بكامله.
عندما يتحرك مركز الكتلة بعيداً عن مركزه العمودي على نقطة الوسط مع الكرة، يتشكل عزم دوراني خارجي على الكرة، هذا العزم الدوراني يزيد من الزخم الزاوي للكرة ويتسبب ببدئها بالدوران، وبمجرد أن تبدأ الكرة بالدوران، سيكون بإمكان الكتلة الداخلية إما الوقوف والبقاء في أدنى نقطة لها، أو مواصلة الحركة صعوداً نحو الأعلى وتوليد بعض العزم الدوراني.
لكن، هل يمكننا حقاً جعل الكرة تلف من الداخل؟ ألن يكون ذلك مثل محاولة رفع نفسك من خلال سحب حزامك؟ على الرغم من أن الأمر قد يبدو نوعاً ما كذلك، إلّا أنه مختلف في الواقع، فإذا أردت أن ترفع نفسك من حزامك، فلن يكون هناك أي قوة خارجية تؤثر عليك سوى قوة الجاذبية التي ستعمل على سحبك نحو الأسفل، ولكن عندما تتحرك الكتلة الداخلية نحو أعلى جدران الكرة، يكون هناك أيضاً قوة خارجية تؤثر على الكرة أفقياً، وهي قوة الاحتكاك.
ولكن لماذا تتولد قوة الاحتكاك؟ حسناً، هناك احتمالان، الأول، إذا لم يكن هناك أي قوة احتكاك (أي عندما تكون الأسطح ملساء) فإن هذا العزم الدوراني لقوة الجاذبية سيتسبب في جعل الكرة تدور، ولكن دورانها سيكون في ذات مكان تموضعها، ولكن إذا كان هناك احتكاك، فإن هذه القوة الاحتكاكية ستدفع الكرة إلى الأمام وتجعلها تلتف، لذلك، لا بد من أن لعبة الـ(BB-8) تمتلك ما يكفي من الاحتكاك الذي يجعلها تتحرك بهذا النحو.
ماذا عن الرأس؟
كل ما نعرفه بالتأكيد هو أن الرأس يستخدم المغناطيس ليبقى في موضعه، وعلى الأغلب فإن هناك نوع من المغناطيس يوجد داخل الكرة ويجذب مغناطيس آخر يوجد داخل الرأس، كما ويمتلك رأساً أيضاً لبكرات تمكنه من الالتفاف على طول الجزء العلوي من الكرة، وبالطبع فإنه يجب على المغناطيس الداخلي أن يكون متحركاً أيضاً حتى تستطيع الـ(BB-8) من أداء تلك الحركات الرأسية الممتعة.
ولكن هل هذا هو السبيل الوحيد لجعله يعمل؟ لا بالطبع لا، فقد تم أيضاً إصدار نسخة مختلفة من الـ(BB-8)، حيث تم وضع المحرك في هذا الإصدار في رأس الروبوت الذي يتموضع على قمة كرة عادي، فعن طريق تحريك الرأس، سيكون بالإمكان توليد عزم دوران على الكرة لجعلها تتحرك، وهذه أيضاً فكرة أخرى مثيرة للاهتمام.
ماذا عن الشحن؟
على اعتبار أن الجزء السفلي من الـ(BB-8) هو عبارة عن كرة، فسيكون من غير المحبب أن تحتوي على مأخذ للشحن أو باب للبطاريات، لذلك، فقد تم تصنيع الكرة لتكون مغلقة تماماً، ومن أجل شحن بطاريتها، يمكن وضع الكرة على قاعدة مخصصة لذلك، حيث أن هذه القاعدة تمتلك في الأساس لفائف من الأسلاك التي يمر فيها تيار كهربائي متذبذب، هذا التيار المتغير يمكن أن يحث مرور التيار الكهربائي في لفائف أخرى توجد داخل الكرة، وهذا بدوره يحث البطارية لتقوم بشحن نفسها، وهذا هو التفسير المبسط للعملية بأكملها.