ملخص للدراسة : تشير هذه الدراسة إلى التوحد عند الأطفال حيث يتم تشخيص ما يصل إلى 1 من كل 44 طفلاً بالتوحد، وأولئك المصابون بالتوحد أكثر عرضة للإصابة بالسمنة. تم ربط السمنة بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية الأخرى، بما في ذلك خلل شحميات الدم. يقول الباحثون إنه يجب على الأطباء مراقبة الأطفال المصابين بالتوحد بحثًا عن علامات اضطرابات القلب والأوعية الدموية.
حددت دراسة أجرتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها the Centers for Disease Control and Prevention (CDC) من 2009 إلى 2017 أن ما يقرب من 1 من كل 44 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 3 و 17 عامًا يتم تشخيصهم بشكل من أشكال اضطراب طيف التوحد autism spectrum disorder (ASD) .
نبذه عن اضطراب طيف التوحد (ASD):
اضطراب طيف التوحد (ASD) هو اضطراب في النمو يؤثر على التواصل والسلوك والتفاعلات الاجتماعية. قد يكون من الصعب على الآباء التعرف على العلامات المبكرة للتوحد، حيث قد لا تظهر بعض الأعراض إلا في وقت لاحق من الطفولة. ومع ذلك، فإن التدخل المبكر أمر بالغ الأهمية في مساعدة الأطفال المصابين بالتوحد على الوصول إلى إمكاناتهم الكاملة.
مكن أن تختلف علامات التوحد من طفل إلى آخر، ولكن قد تشير بعض الأعراض الشائعة إلى أن طفلك مصاب بالتوحد. فيما يلي بعض العلامات المبكرة التي يجب البحث عنها:
صعوبة التفاعلات الاجتماعية: قد يواجه الأطفال المصابون بالتوحد صعوبة في التواصل البصري أو الاستجابة لأسمائهم أو إظهار الاهتمام بالآخرين.
تأخر الكلام والمهارات اللغوية :ةقد يتأخر الأطفال المصابون بالتوحد في الكلام والمهارات اللغوية، أو قد لا يتحدثون على الإطلاق.
السلوكيات المتكررة: قد ينخرط الأطفال المصابون بالتوحد في سلوكيات متكررة مثل التأرجح أو الخفقان اليدوي أو الدوران.
صعوبة التغييرات في الروتين: قد يشعر الأطفال المصابون بالتوحد بالضيق أو القلق عند حدوث تغيير في الروتين أو البيئة.
القضايا الحسية: قد يكون الأطفال المصابون بالتوحد مفرطين في الحساسية أو غير حساسين لمنبهات معينة مثل الأصوات أو القوام أو الأضواء.
ما حول الدراسة:
أثبتت الأبحاث أن الأطفال المصابين بالتوحد لديهم خطر متزايد للإصابة بالسمنة، وقد تم ربط السمنة بزيادة مخاطر الإصابة باضطرابات القلب والأوعية الدموية مثل مرض السكري واضطراب شحميات الدم (ارتفاع مستوى الكوليسترول أو الدهون في الدم). ومع ذلك، فإن مسألة ما إذا كان هناك ارتباط بين التوحد واضطرابات القلب والسمنة أم لا تظل دون إجابة إلى حد كبير.
اجرى تشاناكا كاهاثودوا وفريق تعاوني من مركز العلوم الصحية بجامعة تكساس التقنية (TTUHSC)، وجامعة تكساس للتكنولوجيا (TTU) بإجراء مراجعة منهجية، للمساعدة في تقديم نظرة ثاقبة على الرابط المحتمل لأمراض القلب .تم نشر دراستهم، «الارتباط بين اضطرابات طيف التوحد وأمراض القلب والأيض: مراجعة منهجية وتحليل تلوي»، في يناير من قبل JAMA Pediatrics، وهي مجلة تابعة للجمعية الطبية الأمريكية.
قال كاهاثودوا: «عندما بحثت في الأدبيات لإعداد عرضي التقديمي، أدركت أن الأدلة على الارتباط بين السمنة والتوحد كانت غامضة للغاية».
«كانت هناك حاجة إلى تحليل تلوي قوي لمعالجة هذه الفجوة»
دفع هذا التحليل التلوي الأولي كاهاثودوا إلى مزيد من التحقيق. استكشف كيف يمكن أن يوفر التصوير العصبي نظرة ثاقبة للعلاقات بين التوحد والسمنة، والارتباط بين التوحد والمرضى الذين يعانون من نقص الوزن والدراسة المنشورة للتو حول التوحد ومخاطر أمراض القلب. تسارعت الدراسات بعد داناسيكارا، التي ركزت على السمنة والصحة الأيضية للحصول على درجة الدكتوراه في علوم التغذية، وانضمت إلى التعاون.
تفاصيل أكثر عن الدراسة:
قام كاهاثودوا و داناسيكارا والمتعاونون معهم في أحدث تحليل تلوي، بتقييم 34 دراسة شملت 276173 مشاركًا تم تشخيص إصابتهم بالتوحد و 7733306 لم يكونوا كذلك. أشارت النتائج إلى أن التوحد كان مرتبطًا بمخاطر أكبر للإصابة بمرض السكري بشكل عام، بما في ذلك مرض السكري من النوع 1 والنوع 2.
حدد التحليل التلوي أيضًا أن التوحد مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بإضطراب شحميات الدم وأمراض القلب، على الرغم من عدم وجود خطر متزايد كبير للإصابة بارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية المرتبطة بالتوحد. ومع ذلك، كشفت تحليلات الانحدار التلوي أن الأطفال المصابين بالتوحد كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم مقارنة بالبالغين.
قال كاهاثودوا إن النتائج الإجمالية تظهر الخطر المتزايد المرتبط بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى مرضى التوحد ، والتي يجب أن تدفع الأطباء إلى مراقبة هؤلاء المرضى عن كثب بحثًا عن المساهمين المحتملين، بما في ذلك علامات أمراض القلب والأوعية الدموية ومضاعفاتهم.
وقال كاهاثودوا ايضا : «لقد أنشأنا الارتباطات بين التوحد والسمنة، وكذلك التوحد وأمراض القلب والأيض، بما في ذلك مرض السكري وعسر شحذ الدم».
«ليس لدينا بيانات لدعم استنتاج مفاده أن التوحد يسبب هذه الاختلالات الأيضية، ولكن نظرًا لأننا نعلم أن الطفل المصاب بالتوحد أكثر عرضة للإصابة بهذه المضاعفات والاختلالات الأيضية على الطريق، أعتقد أنه يجب على الأطباء تقييم الأطفال المصابين بالتوحد بشكل أكثر يقظة وربما البدء في فحصها في وقت أبكر من المعتاد».
وأضاف كاهاثودوا: «يجب أن تكون النتائج التي توصلنا إليها أيضًا بمثابة فتح للعين للمرضى المصابين بالتوحد وأولياء أمور الأطفال المصابين بالتوحد ليكونوا ببساطة على دراية بارتفاع مخاطر الإصابة بالسمنة ومضاعفات التمثيل الغذائي، ثم يمكنهم التحدث مع أطبائهم حول استراتيجيات الوقاية من السمنة وأمراض التمثيل الغذائي».
تطلعات مستقبلية:
أفصح كاهاثودوا إن الخطوة المنطقية التالية للفريق التعاوني ستكون تقديم أدلة تدعم أو ترفض السببية فيما يتعلق بالارتباطات المرصودة.
وقال كاهاثودوا: «لقد قمنا ببعض العمل مع مجموعة بيانات ABIDE (Autism Brain Imaging Data Exchange) (تبادل بيانات تصوير الدماغ بالتوحد) فيما يتعلق بكيفية إظهار التصوير العصبي للعلاقة بين التوحد والسمنة، ولكن هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به».
وفى النهاية قام كاهاثودوا بشكر الموجهين الرائعين والمتعاونين والطلاب في كل مركز العلوم الصحية بجامعة تكساس التقنية (TTUHSC)، وجامعة تكساس للتكنولوجيا (TTU) الذين ساهموا بطرق عديدة، والذين سيواصلون جهودهم المهمة لدفع هذه الدراسات إلى الأمام.
المصادر:
1- https://neurosciencenews.com/asd-cardiometabolic-disease-22758/