تعمل أقسام متعددة من القوات المسلحة الأمريكية, إضافةً إلى جهات حكومية أخرى مثل وكالة الدفاع, على تطوير دروع تتمتع بتكنولوجيا متطورة لا تهدف لتوفير الحماية الكاملة للجسم وحسب، بل ستعطي الجنود قدرات بشرية خارقة, من تعزيز للرؤية و زيادة قوة الجزء الأعلى من الجسم إلى زيادة السرعة, وحتى زيادة الوعي الظرفي لديهم.
بعض الأدوات التي من المتوقع أن يرتديها جنود المستقبل تتضمن أجهزة استشعار متقدمة تستجيب لوظائف الدماغ, أو أقمشة ذكية يمكن أن توقف النزيف, وخوذات تزوّد الجندي بقراءات بيانية خلال وقت المعركة, إضافةً إلى الهيكل الخارجي الذي يعزز الأداء البدني ويستطيع تحويل حركة الجندي إلى طاقة يتم نقلها إلى البزة, وبالرغم من أن هذا يبدو كوصف لمشهد من فلم خيال علمي, إلا أنه قريباً سيصبح حقيقة.
المعدات
يعمل الجيش الأمريكي حالياً على تطوير نظام يدعى (الهجوم التكتيكي باستخدام البدلات الخفيفة) (TALOS), هذا النظام يهدف إلى توفير أكبر حماية بالستية فضلاً عن زيادة قوة فرقة العمليات الخاصة, وبحسب قول (مايكل فيلدسون), مدير برنامج (TALOS) أن السنوات العشرين القادمة ستشهد تحول كبيراً في هذا المجال, ومن المتوقع أن يتم تسليم النموذج الأولي للـ (TALOS) في شهر حزيران, أما النسخة ذات الوظائف الكاملة فمن المتوقع أن تكون متوفرة أولاً لقوات الكوماندوز الأمريكية بحلول عام 2018, وبحلول عام 2039 ستتمتع هذه البذلة بالكثير من القدرات الذكية المتقدمة.
يتعاون فريق (TALOS)حالياً مع عدد كبير من الشركات على تطوير نظام الرؤية في بذلة (TALOS) مثل شركة لوكهيد مارتن، وشركة رايثيون وشركة بوينغ, وهناك شركات غير متوقعة يتعاون معها فريق (TALOS) مثل (نايك) و(اديداس) و(أندر أرمر), ويشير (فيلدسون) أن سياسية الشركة تهدف إلى تعاون واسع مع الشركات غير التقليدية, حيث أن هذه الشركات ستخفض من تكاليف التطوير بالإضافة إلى توفير الجدول الزمني اللازم لجلب التكنولوجيا الجديدة, وعلى الرغم من أن هذا المشروع يشار إليه غالباً ببذلة (الرجل الحديدي) إلا أن الجيش يعمل جاهداً لجعل الزي خفيفاً و متيناً وغير ظاهر.
الدمج بين الإنسان و الآلة
مع تقدم التكنولوجيا، سيندمج الإنسان مع الآلة مما سيوفر الكثير من الفوائد للجنود أثناء المعارك، حيث أن واحد من أهداف المشروع هو تزويد البذلة بهوائيات وكومبيوترات, بهدف زيادة الوعي المكاني للجندي, فعلى سبيل المثال, إن كان نظر الجندي موجه باتجاه معين فإن التكنولوجيا الموجودة في البذلة ستستشعر وتنبه مرتديها لوجود شيء غير طبيعي في الاتجاه الآخر, وقد يتم هذا إيصال هذا التنبيه إلى الجندي إما عن طريق تنبيه بالارتجاج أو حتى عن طريق رسالة يتم عرضها على شاشة خوذة الرأس, وبعبارة أخرى فإن هذه التكنولوجيا ستكمّل الإنسان.
تجهيزات داخل الجسم البشري
من الممكن أن يتم وضع التكنولوجيا داخل أجسام الجنود, حيث قد نستطيع بعد خمس وعشرين سنة الوصول إلى زرع المستشعرات تحت جلد الإنسان, ويصبح الإنسان هو المعالج.
تقوم شركة ((MC10 حالياً بتصنيع (الكترونيات طيّعة) يمكن أن تتلائم مع جلد الإنسان مثل وشم مؤقت, حيث تحتوي هذه الالكترونيات على مستشعرات تقوم برصد البيانات الواصلة إليها من الدماغ, والعضلات, والقلب, إضافة إلى مؤشرات حيوية أخرى, وبالرغم من أن هذه الشركة تقدمت لطلب للعمل مع مشروع (TALOS) إلّا أنها سبق لها وأن عملت بالمجال العسكري, ومثال ذلك المشروع الذي على وشك أن تبدأ العمل به مع القوات الجوية, والذي يتمثل بوضع لصاقات داخل الملابس, يمكنها أن تقيس مؤشرات الضغط و الجهد.
كما تقوم الشركة باستخدام الالكترونيات الفائقة الرقة لتصنيع ألواح شمسية يمكن أن توضع على الملابس, وقد تشاركت مع الجيش لإختبار هذه التقنية, حيث سيتم وضع الألواح الشمسية بالغة الرقة على خوذات المجندين وحقائبهم، بهدف توفير ما يكفي من الطاقة لتشغيل أجهزة الجنود عند وجودهم في ساحة المعركة.
وبغض النظر إن كانت هذه الإلكترونيات المرنة سيتم زرعها في الجلد أو في الملابس العسكرية, فمن الواضح أن هذا النوع من التكنولوجيا سيتم استخدامه قريباً, وهذا ما سيغير من قواعد الحروب المتعارف عليها.