هناك 28 فصيلة مختلفة لاسماك المهرج والتي تعيش في 10 فصائل مختلفة من شقائق البحر, اثبت ان سمكة مهرج بالغة لا تستطيع العيش في البحر المفتوح بدون شقائق البحر. شقائق البحر توفر لسمكة المهرج البيت والحماية من المفترسين عن طريق مجساتها السامة. بالاضافة الى ذلك فان شقائق البحر توفر للاسماك مكان امن للبيض.
لفترة طويلة من الزمن اعتقدوا ان اسماك المهرج هي المستفيد الوحيد من العلاقة, ولكن بعد ابحاث مكثفة اثبت ان شقائق البحر هي الاخرى لا تستطيع العيش بدون اسماك المهرج. اسماك المهرج ضرورية لشقائق البحر بسبب انه في داخل مجسات شقائق البحر تعيش بكتيريا “جيدة” وظيفتها هي القيام بعملية التركيب الضوئي وانتاج السكريات لها ولشقائق البحر بينما توفر لها المجسات حماية من المفترسات الخارجية. فضلات اسماك المهرج توفر للبكتيريا العديد من المغذيات التي تساعدها على زيادة نجاعة عملية التركيب الضوئي وبهذا تصنيع كميات اكبر من الغذاء للشقائق. من الجدير بالذكر ان شقائق البحر لا تعتمد في غذائها فقط على البكتيريا الموجودة في مجساتها فهي بامكانها ان تقتل اسماك حية عن طريق مجساتها السسامة وتبتلعها.
لكل فصيلة من اسماك المهرج هناك تخصصية لفصيلة شقائق. يمكن ان يكون لفصيلة واحدة من شقائق البحر اكثر من نوع واحد من اسمك المهرج. هذه التخصصية تحدد حسب مواد كيماوية تمسى (Synomones) والتي تفرزها الشقائق, كل نوع من شاقائق البحر يفرز نوع مختلف من المواد الكيماوية والمسؤولة عن جذب نوع اسماك المهرج التخصصي لهذا النوع من الشقائق. اذا وصلت سمكة من النوع الخاطئ الى شقائق البحر يكون مصيرها الموت (شقائق البحر تبتلعها).
السؤال الذي حير العلماء هو كيف ان سمكة المهرج من النوع التخصصي للشقائق لا تتضرر من السم الموجود في المجسات؟ باحث باسم مريسكل اكتشف ان السر من وراء ذلك موجود في السائل اللزج الذي يغطي اسماك المهرج. التجربة التي قادته الى هذا الاستنتاج هي انه قام بتجفيف اسماك بعد ان كانت تحيى بداخل الشقائق, جفف السائل اللزج واعادها الى الماء ورأى ان الاسماك لم تستطع العودة ببساطة الى داخل الشقائق بل اضطرت الى التأقلم من جديد.
باحث اخر باسم شليختر اثبت ان اسماك المهرج لا تولد مع حصانة لسم الشقائق ولكنها تطور هذه الحصانة مع الوقت عن طريق عملية تأقلم مع شقائق البحر. عملية التأقلم تتم بعدة محاولات اولية تتعرض فيها السمكة لمضايقة من مجسات السمكة ولا تستطيع الدخول ولكنها بنفس الوقت تتغطى بالسائل اللزج الخاص بشقائق البحر مما يمكنها من الدخول الى الشقائق بدون التعرض لأذى المجسات. الذي يحدث هو ان تركيبة السائل اللزج على جسم السمكة تتغير لتشابه تركيبة السائل اللزج الخاص بالشقائق وبذلك لا تعرفها الشقائق كجسم غريب ولا تهاجمها, هذه العملية تسمىmacromolecular mimicry.