غالبا ما يذهب حكماء القطاع الطبى الى عملية التمنيع والتركيز عليها من خلال التطعيم ببعض اللقاحات المقننة والمدروسة. وعلى الجانب الأخر نجد علماء المواد لا يبتعدون كثيرا عن نظرائهم فى القطاع الطبى باتباعهم نفس الخطى من خلال عمليات الاشابة المختلفة. حيث يقوم اللقاح الذى هو فى الأصل فيروسات أو بكتريا ميته أو ضعيفة بالسريان داخل الجسم ليقوم الجهاز المناعى بمهاجمتها من خلال افراز الأضداد التى تتكون من بعض البروتينات والتى تقوم بدورها بمكافحة الأمراض لفترة معينة أو لمدى الحياة حيث تظل الذاكرة المناعية محتفظة بشكل وطور هذه الفيروسات أو البكتريا التى سرعان ما يتم تدميرها. وبنفس الطريقة ذاتها يذهب الفريق العلمى لتطعيم المواد أو اشابتها بكمية ضئيلة من عنصر مختلف والذى يؤدى الى زيادة ملموسة فى مناعة المادة وتحسين واضح فى خواصها المتعددة. ويزداد الاحسان احسانا عندما يكون هذا التطعيم ذاتيا أو هذه الاشابة بينية اثناء عملية تحضير المواد. وهنا نجد اكسيد الزنك المتعدد الاستخدامات والتطبيقات البيولوجية والكيميائية قد يشاب أو يطعم ذاتيا ببعض ذرات الكربون عند تحضيره وانتاجه بطريقة الاحتراق الذاتى. وها هى الصورة المرفقة بصدر هذه المخطوطة والمأخوذة بواسطة الميكروسكوب الالكترونى النافذ تشير الى أكسيد الزنك المشاب بالكربون والتى تم التقاطها بمعرفة كاتب هذه المخطوطة بمعمل الميكروسكوب الالكترونى بالمركز القومى للبحوث – مصر. هذه الاشابة الذاتية تؤدى الى تقليل كبير وواضح فى فجوة الطاقة الخاصة باكسيد الزنك ومن ثم تؤدى الى تحسين خواصه الضوئية وتحوله من مادة متنافرة مع المجال المغناطيسى الى مادة تنجذب نحو المجال المغناطيسى عند درجة حرارة الغرفة. وهنا نجد أنفسنا أمام أشباه موصلات مغناطيسية تستخدم فى تطبيقات الاسبترونك . الاسبترونك التى هي أحد المجالات الناشئة للأجهزة الإلكترونية النانوية لتقليل استهلاكها للطاقة وزيادة الذاكرة وقدرات المعالجة. فالتطعيم الذاتى صغير الحجم ومتضاءل الكمية ولكنه كالاشابة البيبنة عظيم الفائدة والأثر. وقد يكون هذا التطعيم الذاتى عظيم فى أثره الفكرى عندما تجعل المتلقى يستنبط الفكرة التى تهدف اليها دون أن يشعر بها وذلك من خلال قذفك لقطرات من مواضيع متعلقة بالفكرة دون الاباحة بها وكأنك تسلك المسلك السقراطى فى تطعيمك الذاتى أو اشابتك البينية للهدف المطلوب.