كان القاع الرملي في فورت لاندر الذي تبلغ مساحته 2,048 فدان, في المحيط الأطلسي,هو المكان المثالي بالنسبة لفريق من جامعة فلوريدا أتلانتك, في ولاية فلوريدا, لإجراء أول تجربة من نوعها لاختبار التوربينات التي تعمل بقوة المياه, والتي من الممكن أن تساهم في مستقبل توليد الطاقة.
على بعد حوالي 13 ميل قبالة سواحل فورت لاند, يوجد تدفق دائم من مياه المحيط تسمى بــ(تيار الخليج), لذلك تقوم خطة الباحثين على خفض مستوى التوربينات إلى داخل مستوى تيارات الخليج, ووضع المعدات بحيث يقوم تدفق المياه من الجنوب إلى الشمال بتدوير مروحة التوربين والتي تقوم بدورها بإنتاج الكهرباء.
هذا التصميم الذي جاء به العلماء يشبه طاحونة هوائية موضوعة على بعد 100- 160 قدم تحت سطح المحيط, وبعد مراقبة تيارات المحيط، تم ملاحظة أن هذه التيارات متواصلة على مدى 365 يوم في السنة,ما عدا بعض التباينات التي تحدث في بعض الأيام, والتي يسعى الباحثون لاكتشاف أوقاتها.
تتميز توربينات المياه بأنها تستطيع توليد الطاقة على مدار الساعة، وذلك على خلاف طواحين الهواء أو الألواح الشمسية, والتي تمر بفترات من التوقف نتيجة لتوقف هبوب الرياح أو عدم وجود الشمس, حيث تعتقد (سو سكيمب) مديرة المركز الجنوبي الشرقي الوطني للطاقة البحرية المتجددة في جامعة فلوريدا, أنه إذا كان عملت المعدات في المياه المالحة كما عملت في نماذج المحاكاة على الكومبيوتر, فيوما ما سنغطي كامل احتياجاتنا من الطاقة من خلال التدفق المستمر لتيار الخليج.
ولكن, يبقى التساؤل الأكبر هو هل ستؤدي شفرات التوربين الموجودة تحت سطح المحيط إلى قتل الأسماك والسلاحف التي تستخدم أيضاً التيار الخليجي كممر طبيعي لها؟ فالشفرات التي يبلغ طولها 10 أقدام, تتم تقريباً دورة واحدة في الثانية.
لإيجاد حل لهذه الإشكالية، تم التخطيط لمراقبة المياه بواسطة كاميرات, وتشغيل التوربين فقط أثناء ساعات النهار, وفي حال رؤية إحدى الأحياء تقترب من شفرات التوربين يمكن استعمال زر الإيقاف الطارئ لحماية الحياة البحرية المهددة بالانقراض .
أخيراً , تشير تريسي موريارتي، من مكتب الولايات المتحدة لإدارة طاقة المحيط، أن هذه التوربينات هي الأولى من نوعها في المياه الاقليمية لاختبار تقنية المحركات المائية, ولذلك فمن المبكر أن نتنبأ بنتائج هذا المشروع، كون المشروع لا يزال في مرحلة جمع المعلومات.