تشير الدراسات إلى أن الانغماس في الطبيعة يرتبط بانخفاض التوتر والقلق ونوم أفضل وخفض ضغط الدم والقلب، ويمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالسمنة والسكري والربو والحساسية.
ومنذ البداية كانت حركة الحدائق العامة الأمريكية تدور حول جلب الترفيه إلى المناطق الحضرية المتعطشة للطبيعة، وقد افترض فريدريك لو أولمستيد، الذي صمم سنترال بارك في نيويورك، وجود صلة بين صحة الفرد ووصوله إلى الطبيعة. وقد كتب أن الوقت الذي يقضيه في الحدائق “مناسب لصحة الرجال ونشاطهم” وأن المساحات الحضرية هي وسيلة لتوسيع نطاق المساحات الخضراء للجميع، بما في ذلك فقراء المدينة.
وفي عام 1984 بدأ الاهتمام العلمي في علاقة الإنسان بالطبيعة، حيث نشر عالم الحشرات بجامعة هارفارد والكاتب E.O. Wilson، نظرته الشعرية إلى حب الإنسان الفطري للعالم الطبيعي، وفي الوقت نفسه، نشر روبرت أولريتش دراسته العلمية المؤثرة بعنوان “الرؤية من خلال نافذة قد تؤثر على الشفاء من الجراحة”.
وقد حولت دراسة Biophilia و Ulrich انتباه العلماء إلى العلاقة بين البشر والعالم الطبيعي، وفي العقد المنصرم، نشر الباحثون عشرات من الدراسات تشير معظمها (وليس كلها) إلى العديد من الفوائد الصحية للطبيعة.
ولكن المشكلة هي أن الجميع لا يمكنهم الحصول على البرية، فعلى سبيل المثال يقضي الأميركيون أكثر من 90 في المئة من وقتهم في المنزل، ومعظم هذا الوقت أمام الشاشة، وقد يستفيد البعض من الإضاءة الطبيعية ومناظر مليئة بالأشجار من شققهم أو مكاتبهم، بدلا من جدران من الطوب أو مساحات غير محدودة من الإسفلت، بينما يتمتع البعض الآخر بمناظر طبيعية أو حدائق أو متنزهات على مسافة قريبة سيرا على الأقدام، ويحتاجون فقط إلى الاستفادة من المشي في وقت الغداء أو التنزه في المساء، لكن الأشخاص الأكثر عرضة للافتقار إلى هذه الموارد هم من الأفراد ذوي الدخل المنخفض وغير البيض، وفقا لجمعية الصحة العامة الأمريكية.
وقد وجد الباحثون أنه كلما كانت المدينة أكثر كثافة، كانت الحدائق العامة فيها أكثر، مما أعطى الجميع فرصة أفضل لغمر أنفسهم في الطبيعة، لكن الانقسام الطبقي كان واضحا بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بالأشجار والمساحات الخضراء، ربما لأن الأشخاص الأثرياء يمكنهم شراء المزيد من الأراضي للساحات والحدائق.