وفقاً لدراسة جديدة نشرت في مجلة طب الأطفال، فإن المراهقين ذوي الدخل المحدود الذين يدرسون في المدارس المستقلة ذات المستوى الدراسي العالي ، يختارون سلوكيات أقل خطورة من السلوكيات التي يختارها باقي المراهقين، كما تكون نتائجهم أفضل في الاختبارات المعيارية.
المدارس المستقلة (Charter schools) هو نظام مدارس يوجد في الولايات المتحدة الأمريكية للمدارس الابتدائية أو الثانوية، ويتم تمويلها حكوميًا أو عن طريق التبرعات، ويخضع هذا النوع من المدارس لبعض القواعد واللوائح والقوانين التي تطبق على المدارس عامة، ولكنها تتمتع بصفة عامة بمرونة أكبر من المدارس الحكومية التقليدية، كونها تختار بعض مناهجها بصورة مستقلة عن باقي المدارس العامة، ويتوقع من هذه المدارس المستقلة تحقيق نتائج معينة منصوص عليها في ترخيص كل مدرسة، ويكون إدراج التلاميذ في هذه المدارس المستقلة اختياريًا.
قام باحثون من جامعة كاليفورنيا في لوس انجلوس، بإجراء دراسة لتحديد فيما إذا كانت دراسة المراهقين ذوي الدخل المنخفض في المدارس المستقلة تؤثر على سلوكياتهم، وتضمنت الدراسة معاينة 500 طالباً يدرسون في مدراس مستقلة في الأحياء الفقيرة بلوس انجلوس، والذين تم قبولهم في المدارس المستقلة من خلال يانصيب عشوائي، بالإضافة إلى معاينة أكثر من 400 طالباً يدرسون في المدارس المحلية الأخرى، وتضمنت الدراسة سؤال الطلاب عن قرارتهم وسلوكياتهم في الأمور الخطرة وفي الأمور الخطرة جداً.
الدراسة قامت بتقسيم السلوكيات إلى قسمين، القسم الخطر يتضمن : التدخين وشرب الكحول وتعاطي الماريجوانا (نوع من المخدرات)، والقسم الخطر جداً يتضمن : إدمان الكحوليات، وتعاطي المخدرات (غير الماريجوانا)، والإنضمام لعصابة أشرار ، وممارسة الجنس والحمل مع عدة شركاء جنسيين.
بينت النتائج أن حوالي 36% من الطلاب الذين يدرسون في المدارس المستقلة قد شاركوا في واحدة أو أكثر من السلوكيات الخطرة جداً، وهذه النسبة ارتفعت إلى 42% لدى الطلاب الذين يدرسون في المدارس الأخرى، ويشير الباحث الدكتور (ميتشل وونغ) أستاذ الطب في جامعة كاليفورنيا، إلى أنه يوجد مجموعة كبيرة من الأدلة التي توضح وجود صلة قوية ما بين التعليم والصحة، ويشير هذا الارتباط إلى أن تحسين التعليم قد يؤدي إلى العديد من الفوائد الاجتماعية، كتحسين الصحة العامة والحد من الفوارق الصحية، لذا من المهم أن يعلم الآباء بأن اختيار مدارس ذات مستوى عال لأطفالهم، يؤدي إلى نتائج صحية جيدة لأطفالهم.
كما أشارت الدراسة إلى أن الطلاب الذين يدرسون في المدارس المستقلة، كانت نتائجهم في الاختبارات المعيارية أفضل من الطلاب الذين يدرسون في المدراس الأخرى، حيث يشير الباحثون إلى أن الإنجازات الأكاديمية الجيدة تساعد على ثني الطلاب عن اتخاذ قرارات صحية خطرة تؤدي إلى الإضرار بنجاحاتهم، وستعمل الدراسات المستقبلية على تحديد فيما إذا كانت هذه الآثار تستمر لفترة زمنية طويلة أو دائمة من عمر الطلاب.
على الجهة المقابلة، فإن الدراسة لم تجد اختلافاً كبيراً ما بين طلاب المدراس المستقلة وطلاب باقي المدارس، فيما يخص السلوكيات الخطرة، حيث أن النسب ما بين المجموعتين لم تشهد انخفاضاً في شرب الكحول أو التدخين على سبيل المثال، ويفسّر الدكتور (وونغ) هذه النتيجة لكون أن طلاب المدارس المستقلة يعيشون بذات الحي الذي يعيش به باقي طلاب المدارس، مما يجعلهم عرضة للانخراط في السلوكيات الخطرة إلى حد ما.
أخيراً، يشير معدو الدراسة إلى أن البحث لا يهدف إلى تقييم المدارس المستقلة، ولكن يهدف إلى دراسة تأثير المدارس الناجحة على صحة الطالب، وسبب اختيار المدارس المستقلة لإجراء هذه الدراسة، يعود لاتباعها أسلوب القبول عن طريق اليانصيب العشوائي، وهذا من شأنه أن يسمح للباحثين بإجراء تجربة طبيعية تتضمن أكثر من نمط طلابي، ومقارنة الطلاب الذين تم قبولهم في هذه المدرسة مع غيرهم من الطلاب.