بينما كان عالم الكيمياء ماس سوبرامانيان يجري مع فريقه تجارب إلكترونية، فجأة ظهر لهم بالصدفة لون أزرق رائع، عندما قام بخلط أكسيد المنجنيز الأسود مع مجموعة متنوعة من المواد الكيميائية، ثم قام بتسخينه إلى 2000 درجة فهرنهايت، واكتشف بمزيد من التجربة عليه أنه لا يبهت أبداً، سواء عرضناه للزيت أو الماء، بسبب تكوينه البلوري الفريد.
الأزرق الجديد يهزم كل الألوان الزرقاء التي اكتشفت حتى الآن
البحث عن الألوان بدأ منذ زمن طويل، وقد نجح المصريون القدماء في الحصول على بعض الصبغات الزرقاء الأولى في التاريخ، ومنذ ذلك الحين وصناع الأصباغ والألوان يكافحون ليجدوا صبغات أكثر أماناً، وأقل سمية، وأكثر مقاومة لعوامل الزمن. الصبغات الزرقاء المعاصرة تعتمد على مادة الأولترامارين المستخرجة من اللازورد الأرضي، وعلى بدائل سميّة للأسف مثل الكوبالت الأزرق، والأزرق البروسي، ولهذا، فإن هذا الأزرق الجديد الذي أطلق عليه اسم YInMn سوف يهزم كل الألوان الزرقاء التي اكتشفت حتى الآن، كما إنه دليل على إنه ما يزال هناك المزيد من الأصباغ غير العضوية التي لم تكتشف بعد.
المكتشف قال عن الصبغة الجديدة أنها آمنة وأكثر تحملاً كما إنها عالية في كفاءة الطاقة، لأنها تعكس كمية كبيرة من الأشعة تحت الحمراء، ولهذا، إذا طليت سطح بيتك بهذا اللون فإنه سيبقيه أكثر برودة ولطفاً في الصيف.
اللون الجديد يصيب العالم بالعدوى
المبتكر قال في مقابلة هاتفية مع وكالة أنباء أن اللون الجديد الذي اكتشفه صدفة ينتظره مستقبل واعد، حيث تم ترخيصه بالفعل للاستخدام التجاري.كما تعاقدت العديد من الشركات مع شركته Shepherd Color Company، مثل شركة بطرسبرج للدهان والزجاج، كما إنه قام بإرسال عينات إلى الفنانين كي يجربوا الصبغة في أعمالهم الفنية ويشاهدها، بادئاً من مواطنيه، الفنانين العاملين في نفس جامعته، في قسم جامعة أوريجون للفنون البصرية، مثل الفنانة الكبيرة مادلين كوربين، والتي قامت بصنع أول مشاركة لها بالتعاون مع مختبر سوبرامانيان واستخدمت اللون الأزرق الجديد YInMn في أعمالها. اللون الجديد لن يستخدم في أعمال الرسامين فقط، بل إنه سيستخدم في الترميم الفني، فهو يشبه اللون الأزرق المستخرج من اللازورد، لكنه في نفس الوقت أكثر تحملاً للزمن.
لكن أكثر الإنجازات التي يفخر بها الفريق على الإطلاق، هو حدث ضم هذا اللون YInMn في مجموعة فوربس للصبغات في متاحف الفن التابعة لجامعة هارفارد، والتي تعد تجميعاً لتاريخ العالم في الألوان، جنباً إلى جنب مع صبغات من العصور الوسطى.
