ليس من عادة وكالات الفضاء العالمية التفاجئ بالأحداث الفلكية؛ فالتخطيط المبكر وتقليل عنصر المفاجأة سمة من سمات جميع وكالات الفضاء. ولكن في الخامس والعشرين من يوليو تموز الماضي، تفاجئ الجميع بالكويكب الذي سُمي ب 2019 OK يقترب إلى مسافة 65000 كيلو متر من الأرض، وفي سبيل تخيل هذه المسافة دعونا نتذكر أن القمر يبعد عن الأرض بأكثر من 380000 كيلو متر! هل شعرتم بالهلع بعد؟
صورة للكويكب 2019 OK، المصدر: وكالة الفضاء الأوروبية إيسا.
ولكن هل يمثل هذا الكويكب خطر على كوكب الأرض؟ لإجابة هذا السؤال علينا فهم بعض المصطلحات أولها هو Near Earth Object أو الأجسام القريبة من الأرض وهي أى جسم في الفضاء يقترب مسافة خمسين مليون كيلو متر من الأرض كما عرفته ناسا.
وثانيها هو مصطلح potentially hazardous object أو جسم ذا خطر مُحتمل وهو أى جسم في الفضاء تجتمع فيه صفتين: أن يكون جسم قريب من الأرض Near Earth Object بمسافة 7.5 مليون كيلومتر، وأن يكون طوله أو عرضه في حدود 140 متر.
باستخدام المصطلحات السابقة يمكننا استنتاج أن الكويكب 2019 OK كان كويكب قريب من الأرض Near Earth Object ولكن نظراً لأن أبعاده كانت في حدود 100 متر، فلم يُصنف ككويكب ذا خطر مُحتمل، إذن لماذا الهلع؟ كل الهلع بسبب عدم توقع وكالة الفضاء الأوروبية عبور الكويكب لهذه المسافة الخطيرة من الأرض إلا أثناء عبوره! وهذا لتواجد حسابات ارشيفية تؤكد أن الكويكب لا يقع تحت تصنيف كويكب قريب من الأرض Near Earth Object ولكن بالطبع الخطأ في هذه الحسابات واضح الآن.
لأهمية الرصد المبكر للكويكبات والأجسام الفضائية القريبة من الأرض، تطور وكالة الفضاء الأوروبية شبكة جديدة من التلسكوبات أولها هو تلسكوب Flyeye الذي يُصنع في إيطاليا، يحتوي التلسكوب على عدسة قطرها واحد متر وستة عشر كاميرا تحاكي عين الذبابة ولهذا سُمي بتلسكوب عين الذبابة، على عكس التلسكوبات التقليدية، فتلسكوب عين الذبابة سيقدم مجال واسع للرصد Extra wide field of view مما يجعله مناسب لرصد الأجسام الفضائية بشكل أفضل حتى قبل عبورها بأسبوع كامل.
إذا أعجبك المقال، تبرع لمجلة نقطة العلمية لنستمر في الكتابة
[wpedon id=”27599″]
أو عبر ارسال المبلغ مباشرة إلى حسابنا في باي بال عبر science@nok6a.net