بحسب دراسة تم نشرها في مجلة (Wednesday) فإن معدل بيع المضادات الحيوية في العيادات والصيدليات قد ارتفع في جميع أنحاء العالم بنسبة 36% ما بين عامي 2000-2010، الدراسة اعتمدت على احصائية تتبعت مدى استهلاك المضادات الحيوية عالمياً في القرن الواحد والعشرين، ويظهر الجانب الإبجابي من الدراسة بأن هناك المزيد من الأشخاص الذين يعيشون في البلدان الفقيرة أصبح بإمكانهم الحصول على هذه الأدوية المنقذة للحياة.
إلّا أن هذه الأخبار لها جانبها السيء أيضاً، فارتفاع الحاجة العالمية لاستهلاك البنسلين والسيبرو قد يعني أيضاً ازدياد مقاومة البكتيريا للعقاقير الطبية، فحالياً حتى المضادات الحيوية والتي تعتبر الملاذ الأخير الذي يستخدم بعد فشل كل العلاجات الأخرى، هي في خطر من فقدان فعاليتها، فإذا ما قامت البكتيريا بتطوير مقاومتها في مواجهة المضادات الحيوية، عندئذ لن يتبقى لدينا أي شيء آخر لنستخدمه.
على مدى العقد الماضي، طوّرت البكتيريا آليات دفاعية تمكنها من مقاومة كل أنواع المضادات الحيوية تقريباً، ومثال ذلك جرثومة MRSA (العنقوديات الذهبية المقاومة للمثيسيلين) والتي تعرف اختصاراً بالعدوى العنقودية، حيث تتسبب بالتهابات جلدية قاتلة، وبكتيريا السيلان، وبكتيريا الأمعائيات المقاومة للكاربابينيم اللتي تسمى اختصارا بـ(CRE) ، والتي قد تقتل ما يقارب 50% من الأشخاص التي قد تصيبهم، جميع هذه الجرائيم طورت آليات مقاومة للمضادات الحيوية، ومازالت القائمة غير مكتملة بعد، نتيجة للتطور المستمر للآليات الدفاعية لدى البكتيريا.
يستخدم الأطباء حالياً عدد قليل من المضادات في مواجهة هذه الجراثيم، مثل السيفالوسبورين لمرض السيلان والبوليميكسين لمعالجة (CRE) ، ولكن للحفاظ على فعالية هذه المضادات الحيوية، فلا بد أن يتم استخدامها بطريقة محدودة.
تتبع العلماء من خلال الدراسة مبيعات 16 نوعاً من المضادات الحيوية في 71 بلداً وذلك على فترة 10 سنوات، وبينت النتائج أن الهند والصين هما الأكثر استهلاكاً للمضادات الحيوية المعدة للاستخدام البشري، كما أن الولايات المتحدة تأتي في المركز الثالث من بعد هذين البلدين.
أخيراً، تعد المضادات الحيوية إحدى الموارد الطبيعية، تماماً كالوقود الأحفوري، وهذه الموارد تنضب نتيجة للاستهلاك مع مرور الزمن، وإيجاد بدائل جديدة سيكون صعباً ومكلفاً، فحالياً لا يكلف تصنيع البنسلين سوى بعض السينتات، ولكن المضادات الحيوية الحديثة قد تصل تكلفتها إلى مئات أو حتى آلاف الدولارات.