مجلة نقطة العلمية
البحث
  • أخبار العلوم
  • في العمق
  • ع الماشي
  • من قطر
  • أكتب معنا
  • تواصل معنا
قراءة: ادمصاص الدماء المهدره
شارك
Aa
مجلة نقطة العلميةمجلة نقطة العلمية
البحث
Follow US
جميع الحقوق محفوظة لمجلة نقطة العلمية
مجلة نقطة العلمية > أخبار العلوم > ادمصاص الدماء المهدره
أخبار العلوم

ادمصاص الدماء المهدره

أ. د. نصرالله محمد دراز - Prof. Dr. N. Deraz 20 مارس,2025 4 وقت القراءة
download ادمصاص الدماء المهدره مجلة نقطة العلمية

حيرة كبيرة قد تنتاب قطرات دماء الانسان عندما تتساقط وبقصد على أرض الحياة، وحيرة أكبر ترمى بشباكها على شرح العلماء لطبيعة عملية التقابل بين قطرة الدم الانسانى وسطح أرض الحياة، فيا هل ترى ستندرج هذه العلمية تحت ظاهرة الادمصاص؟ أم ستنجو بنفسها وتقبع تحت ما يسمى بظاهرة الامتصاص. قد يكون فى الامتصاص ذكرى نظرا للامتزاج الكامل بين المادة الممتصة ماده الامتصاص الكائنة فى سطح تربة الحياة. وقد يكون فى الادمصاص استمرارية ظهور الظاهرة وعدم غياب عملية الادمصاص. فاللقاء الحتمى الساكن فى النفس البشرية منذ انتهاك قابيل لحق هابيل فى الحياة، لن يكون أكثر من الغائب الحاضر والميت الحى الذى لن يغيب عن كل عين ولن يجد له مسكنا آمنا الا فى كل قلب ونفس بشرية.

سقطت قطرات دماء هابيل المهدرة بيد أخيه قابيل على أرض الطمع والضغينة دون أن تجد لها أى كاشفة من دون الله سبحانه وتعالى، وما زالت راسخة فى كل القلوب والنفوس ولم تغب ولو للحظة واحدة من امام كل عين بشرية. غاب العقل وانعدم الوعى والادراك واشتدت الأيادى السافكة للدماء وتجمعت كل قوى الشر القذر فى كيان غرته قوته وغلب عليه هوى النفس وانفجر بركان حقد قلبه المريض لينال من البنيان السامى للأخوة المحجوبة عن مستنقع الطمع ونفسى ثم نفسى ثم نفسى. طغت ظاهرة الادمصاص على ظاهرة الامتصاص عندما التقى الدم المحرم الاقتراب منه بسطح تربة الحياة ليظل التركيز الأكبر لهذا الدم أكبر بكثير على السطح منه فى باطن هذه التربة لنظل دائما نتذكر هذه الواقعة الأليمة لنأخذ منها العبرة والعظة. ادمصاص الدماء البشرى لم ولن ننساه ولكننا وبكل أسف لا نأخذ أى عبرة أو عظة ولكننا نتشدق بهما أناء الليل وأطراف النهار، تشدق أبله غلبت عليه استمرارية حدوث الواقعة مع التطور المستمر والابداع والابتكار فى ارتكابها.

دائما وابدا ما نجد رفض تربة الحياة امتصاص لمحلول الدماء البشرية، عل الانسان يتراجع عن جريمته ويعترف بها ذات يوم، ولكنه بجهله الجهول وعناده وغطرسته لن يعترف ولن يعود ولن يتراجع. يتصارع العنصر البشر مع بعضه البعض، وكأنه امتلك الأرض فخرقها وتولج باطنها بل وكأنه  قد بلغ الجبال طولا، ولكنه صراع لن يغنى ولن يسمن من جوع.

فى عصر العلم واستبيان بواطن الأمور اشتدت دنياميكة الصراع الدموع بين متفاعلات الطمع وهوى النفس ونعرة الأنا لنجد انفسنا أمام منتج ممسوخ منعدم الهوية لم يرقى حتى الى قوانين الغابة وفطرة الطبيعة. تتساقط أوراق الأشجار كى تتزين فيما بعد بأوراق جديدة ومتجددة، فى حين يتساقط العنصر البشرى ليبدأ الصراع بين الورثة والذى غالبا ما ينتهى بسيل من الدماء وقطع لكثير من صلات الرحم وابتلاع الحقوق والتجرأ على كل الحدود الانسانية والالهية.

مع طغيان ظاهرة ادمصاص الدماء المهدرة، تجد فلاسفة وعباقرة وفقهاء الشيطان يحللون ويفسرون ويبررون لكل باطل. ومع انهيار الأخلاق وانعدام المبادىء ومع الابتعاد عن الأوامر الالهية ومع خلط الحابل بالنابل، لن نكون الا أمام الكثير من أهل وعصبة الباطل مع تواجد القليل بل والأقل من القليل من من يتمسكون بمبادئهم والتزامهم بالحق والحقيقة. وأمام هذه الأكثرية الباطلة وتفكك وقلة أصحاب القيم والمبادىء لن تجد غير الفساد وصمت القلة القليلة المغلوب على أمرها.

صراخ الاصطدام بين الدماء البشرية وبين سطح تربة الحياة وغلبة ظاهرة الادمصاص لن يشعر به الا أصحاب القلوب المرفقة والمبادىء المقدسة. صراخ قد يسخر منه أكثرية الباطل وعنترية الأنا، ولكنها سخرية  وان طال وقتها وشيدت قصورها فلن تدوم. فحرمة الدم البشرى وحرمة انتهاك الأخلاق هى الطريق الوحيد الى العبودية المطلقة والتقدم المستمر واستحداث مجتمع متزن قبل أن يكون متطور.      

شارك المقالة
Facebook Twitter البريد الإلكتروني نسخ الرابط طباعة
Avatar of أ. د. نصرالله محمد دراز - Prof. Dr. N. Deraz
بواسطة أ. د. نصرالله محمد دراز - Prof. Dr. N. Deraz
** مخترع/ مستشار علمى / أستاذ المواد المتقدمة و النانوتكنولوجى الحيوية / مصر / أحد أفضل 2% من العلماء حول العالم طبقا لقائمة ستانفورد الأمريكية. ** حيث تعد كل مقالاتى وأبحاثى وكل ما حصلت عليه من براءات اختراع ، صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، و وَقْفِيَّة عِلْمِيَّة تُبْرِزُ الْإِعْجَازَ العلمى والقانونى و روائعِ الأدب العربى مِنْ خِلَالِ مَقَاصِد العلم والأدب، بهدف إِثرَاءٌ الْفِكْرِ ونشر الوعى العلمى والقانونى والأدبى،.........﴿وَلَقَدۡ وَصَّلۡنَا لَهُمُ ٱلۡقَوۡلَ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ﴾ القصص: 51

مقالات ذات صلة

صمت الصمت

الصمت هو حالة عدم إصدار أصوات أو كلام، ويعبر عن غياب الصوت أو الحديث. وهو نوع من أنواع التعبير غير…

أخبار العلوم
14 مايو,2025

دراسة تحذر: اختفاء الحياة البحرية قد يزيد انبعاثات الكربون 50%! ماذا لو تحولت المحيطات إلى صحراء مائية؟ كيف سيؤثر ذلك على مناخ الأرض؟

اختفاء الحياة البحرية .. كوكب بلا حياة بحرية: سيناريو مرعب يهدد مناخ الأرض تخيل عالمًا تختفي فيه كل الكائنات البحرية،…

أخبار العلوم
14 مايو,2025

حبوب منع الحمل للرجال: نحو وسيلة فعالة بنسبة 99٪

منذ ستينيات القرن العشرين، شكلت حبوب منع الحمل للسيدات ثورة في تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية، وساهمت بشكل كبير في تمكين…

أخبار العلوم
12 مايو,2025

تحكَّم في “علبة تروس” عقلك: كيف تؤثر النقطة الزرقاء في طريقة تفكيرك؟

هل سبق أن وضعت إصبعك خلف رأسك، بمحاذاة الجزء العلوي من أذنيك؟ تحت الجلد والعظم، هناك نقطة صغيرة تسمى "الموضع…

أخبار العلوم
12 مايو,2025
مجلة نقطة العلمية

مجلة علمية عربية غير ربحية، تهدف الى إثراء المحتوى العلمي العربي على والويب٬ وتشجيع الكتاب والباحثين والشباب العرب على مشاركة المعلومة بلغتهم الأم٬ حتى تأخد هذه اللغة دوراً اكبر على صعيد العلوم التجريبية والإجتماعية.

تابعنا على شبكات التواصل

..

جميع الحقوق محفوظة لمجلة نقطة العلمية
Welcome Back!

Sign in to your account

فقدت كلمة المرور ؟