أعلنت وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” رسميا عن بدء تشغيل تلسكوبها الفضائي الجديد “سفيرإكس” (SPHEREx) يوم الثلاثاء، في مهمة طموحة تهدف إلى دراسة أصل الكون ورسم خريطة للمياه والمركبات الكيميائية الأساسية للحياة داخل مجرة درب التبانة.
وقد انطلق المرصد الفضائي إلى مداره أواخر الشهر الماضي على متن صاروخ “فالكون 9” التابع لشركة “سبيس إكس”، من قاعدة “فاندنبرغ” التابعة لقوات الفضاء الأميركية في ولاية كاليفورنيا. ومن المقرر أن تستمر مهمته عامين، يجمع خلالها بيانات عن أكثر من 450 مليون مجرة وأكثر من 100 مليون نجم في المجرة، موفرا خريطة ثلاثية الأبعاد للكون باستخدام 102 طول موجي مختلف، في دراسة غير مسبوقة للبنية الكونية.
مهمة فريدة بهدفين أساسيين
يُعد تلسكوب سفيرإكس مهمة فضائية تمتد لعامين، صُمم لإجراء مسح شامل للسماء في كلّ من الضوء المرئي والأشعة تحت الحمراء القريبة، وهي أطوال موجية غير مرئية للعين البشرية، لكنها تُعد أداة قوية للإجابة عن الأسئلة الكونية العميقة.

سيُجري سفيرإكس مسحا شاملا لمئات الملايين من المجرات، بعضها يقع على مسافات شاسعة لدرجة أن ضوءها استغرق 10 مليارات عام ليصل إلى الأرض. أما في مجرة درب التبانة، فسيبحث التلسكوب عن الماء والجزيئات العضوية، وهي العناصر الأساسية للحياة كما نعرفها، وذلك في ما يُعرف بـ”حضانات النجوم”، حيث تتشكل النجوم من الغاز والغبار، إضافة إلى الأقراص النجمية المحيطة بالنجوم الفتية، حيث يمكن أن تكون الكواكب قيد التكوين.
وكل ستة أشهر، سيُعيد سفيرإكس مسح السماء بالكامل باستخدام تقنيات مستوحاة من الأقمار الصناعية الأرضية والمركبات الفضائية بين الكواكب. وستُنتج المهمة خريطة شاملة للسماء في 102 نطاق لوني مختلف، مما يوفر دقة لونية تتجاوز بكثير جميع الخرائط السابقة التي غطّت السماء بأكملها.
بالإضافة إلى ذلك، سيسهم سفيرإكس في تحديد أهداف علمية للمهمات المستقبلية، مثل تلسكوب “جيمس ويب” الفضائي وتلسكوب المسح بالأشعة تحت الحمراء واسع النطاق التابع لوكالة ناسا، مما يجعله خطوة محورية في استكشاف أسرار الكون العميقة.