كثيرون هُم الذي يحلمون ليلاً نهاراً بأن يُرزقوا بالمولود الذكر كما يتمنى البعض في المقابل المولود الأنثى ، هذا بالرغم من أن الأمر كُله بيد الله إلاّ أنّ هُناك من الأسباب ما إن أخذنا بها، يمكّننا من اختيار نوع المولود القادم، ذكر هو أم أثنى. قد يكون الموضوع خادش للحياء قليلا، لكن برأيي أهمية الموضوع تشفع له.
من المعروف أن جينات (مورّثات) الرجل هي من تحسم جنس المولود، فنصف الحيوانات المنوية تحتوي على الكروموزوم (الصبغة الوراثية) إكس(X) والنصف الاخر على واي(Y). ولكن ولحسن الحظ يوجد اختلاف كبير بين الكروموزومَيْن اذ انّ واي(Y) لا يحتوي على الكثير من المعلومات الوراثية ما يجعله صغيرا وخفيف الوزن امّا إكس(X) فهو كبير نسبياً ويحتوي على الكثير من المعلومات الوراثيّة (لذلك نجد أمراضا وراثية كثيرة مرتبطة بالكروموزوم إكس).
لذلك فانّ الحيوان المنوي الذي يحمل الكروموزوم واي(Y) يكون أسرع في الوصول للبويضة من الذي يحمل إكس(X). وفي المقابل يعيش الحيوان المنويّ الذي يحمل الصفة إكس(X) لفترة أطول.
اذاً لكي يتم اخصاب البويضة بالكروموزوم واي(Y) فنحصل على مولود ذكر يجب ألاّ يكون هناك حيوانات منويّة قديمة عند الاباضة (قذف البويضة من المبيض الى قناة الرحم (أو ما يعرف ب”قناة فالوب”)، وهنا يجب أن يتم الاخصاب). أما للحصول على مولود أنثى فيجب أن تكون الحيوانات المنويّة قبل الاباضة في القناة وذلك كي تموت تلك التي تحمل الصفة واي(Y) وتبقى أكثر التي تحمل إكس(X) (لأنّها تعيش فترة أطول من الزمن) عند قدوم البويضة. والجدير بالذكر هو أنّ الحيوان المنوي يعيش ما يقارب يومين الى ثلاثة أيّام.
معنى هذا باختصار هو أنّه اذا رغب الزوج في انجاب الأنثى تجب عليهما المعاشرة قبل الاباضة، أمّا عند الاباضة فيكفّا عنها. واذا أرادا الذكر فيجب ألاّ يتصلا جنسيّا قبل الاباضة على الأقل بثلاثة أيّام لكي يضمنا عدم وجود حيوانات منوية قديمة في القناة والتي تحمل على الأغلب الصّفة إكس (X)، ويجب أن تكون المعاشرة فترة الاباضة. اذ انّ الحيوانات المنويّة التي تحمل الكروموزوم واي(Y) أسرع في الوصول قبل التي تحمل اكس(X) وتقوم باخصاب البويضة.
بالتأكيد لا يمكن للأزواج ضمان الفصل بين النوعين من الحيوانات المنوية مائة بالمائة، لكن هذه الطريقة تزيد من الاحتمال من خمسين بالمائة لكلا النوعين(ذكر أو أنثى) الى ثمانين بالمائة لصالح أحدهما و عشرين بالمائة للآخر.
السؤال المطروح الآن هو كيف يمكن للزوجين معرفة فترة الاباضة؟
الاباضة تكون عادةً في منتصف الدّورة الشهرية أي اذا كانت كل ثمان وعشرون يوما تكون في اليوم الرابع عشر تقريبا، وللتأكّد يمكن ذلك من خلال قياس درجة حرارة الجسم يوميّا فعند الاباضة ترتفع درجة حرارة الجسم من نصف درجة الى درجة تقريباً وذلك بسبب استبدال الجسم لدى المرآة افراز هرمون الاستروجين(Estrogen) بالبروجيستيرون(Progesterone) (بعض النساء تشعر بهذا التغير) ليهّيء بطانة الرحم للحمل، وأحد أعراض افراز هرمون البروجيستيرون هو ارتفاع درجة حرارة الجسم قليلا.
مصادر:
https://wiesoweshalbwarum.org/wie-kriege-ich-ein-maedchen/90
https://www.essortment.com/all/choosingthes_rwlj.htm
https://www.familienplanung-natuerlich.de/vonabisz/geschlechtsbeeinflussung.php