فاز فريق مختبرات (Not Impossible) بجائزة مهرجان (كان ليونز)، لعملهم الأخير في صناعة يد اصطناعية باستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد، لمساعدة أطفال السودان الذين تسببت الحرب ببتر أطرافهم، تم تزويد هذه الأيدي البلاستيكة الرخيصة و القوية التي تم إنجازها كجزء من (مشروع دانيال)، بنوابض معصمية مشتركة، تسمح بالقيام بالحركات الأساسية، وفي حال انكسرت هذه الأيدي، يمكن طباعة واحدة جديدة خلال ساعات فقط، ولنعرف أكثر عن هذا المشروع، إليكم بعض أجزاء من المقابلة التي أجرتها مجلة (popular Mechanics) مع (إليوت كوتيك)، رئيس منظمة (Not Impossible) والمؤسس المشارك فيها.
س: كيف كانت نشأة مشروع دانيال؟
ج: بدأت الفكرة إنطلاقاً من إعلان عن جائزة بمبلغ 15 مليون دولار لاختراع يساعد على حل مشاكل كبيرة، ومصادفةً قام أحد أعضاء الفريق (مات كيلر) بقراءة مقالة في صحيفة التايم (Time)، جاء فيها ذكر لصبي يدعى (دانيل عمر)، كان قد فقد كلتا ذراعيه عندما كان يبلغ 14 عاماً، نتيجة سقوط برميل متفجر من طائرة تابعة للحكومة في جبال النوبة في السودان، وقام الطبيب المعالج الذي يدعى (توم كاتينا) ببتر ذراعيه معاً، وبعدها ذكرت المقالة على لسان الطفل (دانيل عمر) أنه كان يفضل لو لقي حتفه في تلك الحادثة، كونه يبلغ من العمر 16 عاماً، ويعتبر نفسه عبئاً على عائلته، وكان لهذا تأثير علينا جميعاً،وحمّسنا للبدء في مشروعنا.
س: كيف بدأتم بتنفيذ خطة العمل؟
ج: كنا سابقاً قد نشرنا على موقعنا على الانترنت قصة رجل يدعى (ريتشارد فان) من جنوب افريقيا, كان قد اخترع يداً روبوتية، فجاءت الفكرة بأنه سيكون أمراً مفيداً لو استطعنا تزويد (دانيال) بمثل هذه اليد، إلّا أن المشكلة كانت تكمن بأننا لم نكن نعلم ما هي حالة (دانيال) المرضية الحقيقية، لذلك قمنا بالاتصال بالطبيب (توم كاتينا)، وبدأنا نتواصل معه عن طريق برنامج السكايب، وبعد ذلك قمنا بالاتصال بمصنعين للطابعات الثلاثية الأبعاد، وخبراء في مجال صناعة الأطراف الاصطناعية، وبعض الجهات الراعية المحتملة لمثل هذه القضايا، وبدأ الجميع يعمل لإنجاز هذا المشروع.
س: ما هي المواد التي تم استعمالها لصناعة هذه الليد؟
ج: إضافة لاستخدام مكونات الطابعة الثلاثية الأبعاد، كنا نحتاج لبعض البراغي المعدنية والمسامير وإلى أنابيب لحماية كابلات النايلون عند توضعها على اليد، وقد كنا حريصين على أن تتمتع جميع الأجزاء بالمتانة اللازمة والمرونة المطلوبة، وأن تكون عملية وصحية، ولقد تمت صناعة جميع أجزاء اليد الاصطناعية عن طريق الطابعة الثلاثية الابعاد، عدا جزء وحيد منها يدعى بالأورثوبلاستيك، وهو جزء له شكل مخروطي يتوضع حول مكان البتر الأساسي، حيث يأتي بشكل ألواح تشبه الواح الجص، يتم وضعها في الماء المغلي، فتصبح ليّنة، وعندها يمكن أن يتم اقطاع أجزاء منها ووضعها مباشرة على مكان البتر، وبعدها يتم تركيب جميع الأجزاء التي تمت صناعتها بالطابعة ثلاثية الأبعاد فوق الأورثوبلاستيك .
س: ماذا عن الأجزاء الالكترونية؟
ج: لقد أردنا أن تكون هذه اليد ميكانيكية وليست روبوتية، بسبب ندرة مصادر الطاقة في تلك المنطقة، فلو كنا اعتمدنا على الطاقة الكهربائية، ستصبح اليد الاصطناعية مجرد خردة بمجرد استنفاد الطاقة المشحونة بها، لعدم امكانية اعادة شحنها.
س: كم من الوقت يلزم لطباعة يد صناعية؟
ج: تقريباً يلزمنا 6 ساعات لطباعة اليد، و3 ساعات أخرى لطباعة المفاصل ومبدئياً نقوم بتصنيع ثلاثة قياسات أساسية فقط.
س: ما هي تكلفة صناعة اليد الاصطناعية ؟
ج: حوالي 100$، كتكلفة أساسية، ينفق معظمها على الأورثوبلاستيك.
س: كيف ستضمنون أن يستمر هذا المشروع في السودان ؟
ج: ببساطة قمنا بترك جميع الآلات في المستشفى في السودان، وقمنا على مدى أربعة أيام بتدريب مجموعة من ستة أشخاص من السكان المحليين على كيفية تصنيع اليد الصناعية، وفعلاً استطاعوا تعلم ذلك بسرعة.
س: ما هي الخطوة القادمة؟
نسعى حالياً لإنشاء (مختبرات دانيال) و إقامة العشرات من الفروع حول العالم حتى شهر تشرين الثاني من عام 2015، حيث سيحتوي كل مختبر على طابعتين وأشرطة فيديو تعليمية, إضافةً إلى تعليمات مكتوبة ومصوّرة حول طريقة طباعة وتصنيع الأعضاء.
س: في أي دولة تخططون لبناء مختبر دانيال المقبل؟
ج: على الأغلب إما في نيكاراجوا أو الفيتنام.