استطاع الأطباء التوصل إلى أفضل التقنيات لبلع الحبوب والكبسولات الدوائية الفموية، ويمكن لهذه التقنيات أن تساعد على بلع الأقراص والكبسولات وانزلاقها إلى أسفل حلق المرضى بشكل أكثر سهولة، فبعد قيامهم بإجراء التجارب على أكثر من 143 مريضاً تناولوا ما يقارب 283 حبة، استنتج الأطباء أنه يفضل تناول ما لا يقل عن 20 ميلليلتر من الماء – أي ما يعادل ملعقة طعام كبيرة تقريباً- مع كل حبة، ففي حالة الأقراص يوصى باستخدام تقنية تسمى “طريقة فم الزجاجة” “pop bottle method”، والتي تتضمن ملء زجاجة من البلاستيك بالمياه، ووضع قرص الدواء على اللسان واحكام اغلاق الشفتين حول فتحة الزجاجة قبل الشرب، حيث يشير الباحثون أن هذه الطريقة تحسن ابتلاع الأقراص بنسبة تصل إلى 60٪ مقارنة مع التقنيات التقليدية التي تتمثل بارتشاف الماء من الكوب.
أما في حالة الكبسولات فيوصي العلماء باستخدام تقنية “الانحناء إلى الأمام” “lean-forward” حيث يتم وضع الكبسولة أيضاً على اللسان قبل أخذ رشفة من الماء، في وضعية إمالة الذقن نحو الصدر والبلع عندما يكون الرأس منحنياً إلى الأمام، وقد زعم الأطباء أن هذا النهج كان أكثر فاعلية بنسبة 88٪ في مساعدة المرضى على ابتلاع الكبسولات.
يشير الدكتور (والتر هايفيلي)، وهو عالم في الصيدلة السريرية والذي قاد فريق البحث في جامعة هايدلبرغ في ألمانيا، بأن هذا العمل يمكن أن يساعد المرضى الذين يجدون صعوبة في تناول الأدوية على إتمام علاجهم من الوصفات الطبية بشكل كامل، حيث أن حوالي 10٪ من المرضى الذين يعانون من صعوبات في البلع لا يتناولون أدويتهم على الإطلاق، إلّا أن كلا التقنيتين كانتا فعالتين بشكل ملحوظ لدى المشاركين سواء الذين كانوا يعانون من صعوبات في بلع الحبوب أو لا، لذلك ينبغي أن يُنصح باستخدام هذه التقنية بشكل منتظم، حيث يُعتقد بأن شخصاً من كل ثلاثة أشخاص يجد صعوبة في ابتلاع الدواء عن طريق الفم.
في هذه التجربة المنشورة في الدورية السنوية لطب الأسرة، قام الباحثون بالطلب من المتطوعين بأن يقوموا بابتلاع حبوب دواء تتنوع في أشكالها وأحجامها بالطرق العادية التي يستخدمونها دائماً، ومن ثم طلبوا منهم مقارنة بلع هذه الحبوب مع ابتلاعهم لملعقة كاملة من الماء، وبعد ذلك طلب الباحثون ابتلاع أصعب أنواع الحبوب باستخدام تقنية فم الزجاجة أو تقنية الإنحناء إلى الأمام مع ابتلاع الماء فقط، وكانت النتيجة أن كلا التقنيتين أديتا إلى ابتلاع المزيد من الحبوب وتم تصنيفهما على أنهما أكثر سهولة من الطريقة التقليدية.
بحسب (هايفيلي) فإن الطريقة التي تعتمدها التقنيتين تعتمد على نوع الحبوب التي يجري ابتلاعها، فمثلاً الكبسولات، تكون كثافتها أقل من الماء، لذا فإنها ستسبح في الفم، ولذلك تكون وضعية الرأس مهمةً في هذه الحالة، بينما في المقابل، فإن الأقراص، التي تكون كثافتها أكبر من الماء، يجب أن يتم الدفع بها مباشرة باتجاه البلعوم، والجدير بالذكر أنه في معظم التجارب كان ابتلاع الأقراص المستديرة الكلاسيكية أصعب من ابتلاع غيرها.
وهنا إليكم الطريقة الصحيحة لابتلاع الحبوب في كلا المنهجين:
كيفية ابتلاع الكبسولات بأسلوب فم زجاجة:
- أملأ زجاجة المياه البلاستيكية المرنة بالماء.
- ضع قرص الدواء على لسانك وأغلق شفتيك بإحكام حول فتحة الزجاجة.
- خذ رشفة من الزجاجة، مع المحافظة على الاتصال بين الزجاجة وشفتيك وقم بمص السائل منها، ومن ثم قم بابتلاع الماء مع الحبوب على الفور.
- لا تسمح للهواء بالدخول إلى الزجاجة أثناء ابتلاعك للمياه، ويجب أن تشعر بالزجاجة وهي تنضغط على نفسها أثناء ابتلاعك للماء.
كيفية ابتلاع أقراص الدواء بأسلوب الإنحناء إلى الأمام
- ضع الكبسولة على لسانك.
- خذ رشفة متوسطة من الماء، ولكن لا تبتلعها.
- احنِ رأسك إلى الأمام عن طريق إمالة ذقنك قليلاً نحو صدرك.
- قم بابتلاع الكبسولة والماء معاً ورأسك منحنٍ إلى الأمام.