تم ابتكار أهرامات صغيرة ( أفخاخ الخلايا الفردية ) تعمل كأفخاخ مجهرية مصممة لكي تلتقط الخلايا الفردية بلطف من دون أن تتسبب بإيذائها، ويهدف هذا الابتكار لاستعمال هذه الأفخاخ مستقبلاً كجزء من نظام لالتقاط وتحليل الخلايا الفردية، حيث يمكن استعماله كنظام لمراقبة الخلايا السرطانية.
تم صنع هذه الأفخاخ من أكاسيد السيليكون، حيث تبدو في بادئ الأمر كقطعة مسطحة بشكل نجمي، ولكن عندما توضع في محلول ملحي فإن أذرعها تبدأ بالإنطواء بشكل أوتوماتيكي إلى الداخل، ملتقطةً بذلك أي خلية قد تكون موجودة بالقرب منها في ذلك الوقت، وتمت تجربة هذه الأفخاخ على الفئران، حيث كانت قادرة على التقاط نوعين من الخلايا من دون أن تؤذيها، وهي خلايا الدم الحمراء والخلايا الليفية، وهي من خلايا النسيج الضام.
تم تصنيع هذه الأفخاخ من قبل الدكتور (ديفيد جراسياس) من جامعة جونز هوبكنز، وبالإضافة إلى هذه الأهرامات النانوية، فقد قام (جراسياس) وزملاء له من المختبر بابتكار أنواع كثيرات من المجسمات متعددة السطوح، حيث قاموا بصناعة هيكل ينطوي بالاستجابة للحرارة عوضاً عن المحلول الملحي، كما قاموا بصناعة أشكال مزودة بنوع من الغراء على أطرافها، وذلك لإحكام غلق المجسم بمجرد انطوائه على نفسه.
في هذه الدراسة التي تم نشرها في دورية مجلة (Nano Letters)، عمل فريق (جراسياس) مع مهندسين من مختبر أبحاث الجيش الأمريكي، لصناعة فخ هرمي صغير يكفي ليتسع لخلية واحدة فقط، ومزود بفتحات بحيث يمكن للخلايا أن تستمر في تبادل المواد الغذائية وطرح الفضلات في السوائل التي حولها حتى عندما يتم الامساك بها.
أخيراً، فمازال أمام المهندسين المصممين لهذه الأفخاخ الخلوية الكثير من العمل، حتى يتمكنوا من وضع هذه الأفخاخ موضع الاستخدام الفعلي، فمكن الممكن أن يتم تطويرها لتستطيع التقاط خلايا معينة فقط، عوضاً عن التقاط أي خلية تصل إلى متناولها، إضافةً إلى ذلك فإذا ما أراد العلماء أن يقوموا بحقن هذه الأفخاخ إلى داخل الجسم البشري، فلا بد من القيام بمزيد من التجارب لضمان سلامة اجراءات الحقن داخل الجسم.