اعتاد أغلبنا أن يأكل كل ما يحلو له تقريبا عندما كان في السابعة عشر وبدون أن يزيد وزنه بشكل ملحوظ. ولكن للأسف فنحن لم نعد في السابعة عشرة بعد الآن.
فحتى إذا كنا نتمرن على مدار الساعة لن نستطيع تحويل جسمنا إلى الشكل الذي نتمناه، طالما ظللنا ننساق وراء رغباتنا الغذائية وأكلنا كل ما نشتهيه من مختلف الأطعمة التي تمتلئ بالدهون والسكر والسعرات الحرارية المرتفعة.
فالحقيقة أن عضلات البطن المشدودة تتكون في المطبخ أيضا كما تتكون في صالات الرياضة، ولن يهم مقدار التمرين الذي كنت تمارسه أو حتى نوعه إذا لم تحافظ على نظام غذائي صحي.
ساره هاس، المتحدثة باسم اكاديمية التغذية والحميات الغذائية، تقول إن الموضوع واضح للغاية: “فاستهلاكك لسعرات حرارية زائدة، يعنى ضرورة أن توازن التأثير الحاصل في جسمك وتعكسه”، أي أن تمارس مقداراً كافيا من الرياضة يعادل مقدار السعرات الجديدة الزائدة، “ومن الصعب للغاية أن تكون قادرا على ممارسة مقدارا من الرياضة لموازنة السعرات الحرارية التي ستحصل عليها من ساندويتش تشيز برجر مزدوج مع بطاطس مقلية ومخفوق الحليب، بل لنقل مستحيل “.
إليك الأسباب الستة الأهم، والتي توضح لماذا يجب علينا المواءمة بين ممارسة الرياضة وبين اتباع نظام غذائي مناسب وصحي لنحصل في النهاية على الجسم الذي نريد:
- أنت لست رياضي محترف .
إذا كنت تبرر تناول الدجاج المقلي والمعكرونة بشكل متكرر بأنك ستذهب في اليوم التالي إلى صالة الألعاب الرياضية أو ستذهب للعدو، فربما قد ترغب في اعادة النظر إلى ذلك الموضوع بجدية، وإعادة حساب عدد السعرات الحرارية التي تحرقها فعلا مقارنة بالكميات الضخمة التي تتناولها .
تقول هاس :”فأغلب الناس ليسوا رياضيين جاديين أو محترفين، بمعنى أنه لن يحتاجوا إلى نفس كميات الطعام التي يحتاجها الرياضي المحترف، فتناول وجبة عالية بالكربوهيدرات، غنية بالسعرات الحرارية ،سيكون أمرا منطقيا لرياضي على وشك الدخول في ماراثون ال100 ميل ،وليس لمجرد شخص قرر الجري ميلين مثلا حول حيهم السكني”.
فبدلاً من ذلك عليك أن تتجه إلى دجاج معد بشكل أكثر صحية وأقل في السعرات، مثل الدجاج المشوي أو المسلوق ،وربما يجب أن تؤجل السباجيتي قليلا وتتناوله في “اليوم المفتوح” Free day ،على ألا تجعل من ذلك أمرا أسبوعياً، ربما مرة كل أسبوعين ستكون أفضل . - لن تصل إلى الاستفادة الكاملة من التمارين إذا تناولت النوع الخاطئ من الطعام.
فأنت تحتاج إلى ممارسة التمرينات الرياضية لزيادة لياقتك البدنية، ولكنك لن تمتلك القدرة على التحمل البدني لكي تواصل التمارين الصعبة إلا إذا اتبعت نظاما غذائيا صحيا قادرا على مواكبة ما تمارسه من التمرينات .
فهناك اعتقاد خاطئ شائع للغاية، وهو أن مستوى السكر المرتفع في وجبة ما يعنى مقدار احتوائها على الطاقة أو أنها مصدر من مصادر الطاقة للجسم، ولكن هذا ليس صحيحا بالضرورة، فإن بعض الأطعمة الغنية بالدهون إذا تناولتها في المساء لن تعطيك الطاقة لممارسة التمارين الرياضية في الصباح التالي، بل على الأغلب ستجعلك مرهقا للغاية وغير قادر على المواصلة في التمارين، فضلا عن أنها ستتسبب في افساد نومك وفقا لدراسة برازيلية حديثة .
فالشخص يحتاج مزيج مناسب من الكربوهيدرات والبروتين للتعافي بعد تمرين شاق، كما يحتاج إلى كربوهيدرات كافية من البداية أصلا لكي يكون قادرا على ممارسة التمرين.
“فالكربوهيدرات والبروتين هما مصدر الطاقة المفضل للعضلات وأيضاً العقل” .
فيجب عليك أن تحترس من الافراط في الدهون ،والتى عادة ما تترجم الى الكثير من السعرات الحرارية وبالتالي المزيد من الوزن الزائد الغير مرغوب فيه .
أيضا فان تناول كميات عالية من الكربوهيدرات والألياف قد يتسبب في مشاكل في الجهاز الهضمي والتي ستعيفك عن التمرين .
بشكل عام حاول أن توازن وجبتك لتحتوي على 30% بروتين و 40% كربوهيدرات و30% دهون. - لن تمتلك الطاقة الكافية للتمرن إذا لم تكن تأكل بما فيه الكفاية .
يجب أن تضع في اعتبارك و أن تدرك جيدا، أن حمية غذائية منخفضة الكربوهيدرات والسعرات الحرارية للغاية، هي ضارة تماما مثل أي حمية بها نسبة عالية من الدهون.
فنظام أكل تقييدي للغاية، إذا ما صاحب ممارسة الرياضة بشكل زائد قد يعنى أن يبدأ الجسم في الاتكال على العضلات للحصول على الطاقة .
فأنت إن لم تحصل على مقدار الدهون الكافي سيصبح جسمك غير قادر على انتاج الطاقة أو حتى بناء العضلات، وذلك بسبب انخفاض افرازات الجسم لهرمونات مثل الأنسولين أو التوستوسترون، واللذان يعتبران هامان للغاية لبناء كتلة الجسم الخالية من الدهون .
وفى دراسة أخرى نشرت في مجلة Nutrition “التغذية”، قالت الدراسة إن اتباع نظام غذائي مقيد للغاية لفترات طويلة سيؤدى حتما إلى انخفاض أنسجة العضلات وبالتالي سيقلل من قدرة العضلات والهيكل العظمي الخاصة بك (والذى تحتاجهم لكي تمارس أي نوع من أنواع الأنشطة العادية مثل المشي أو الرفع أو أي شيء آخر) - أنت لن ترغب في ممارسة الرياضة.
الخيارات الغذائية الغير صحية سواء الإفراط في تناول الدهون أو الامتناع عنها تماما ستجعلك تشعر بالبطء والخمول وعدم الرغبة في ممارسة الرياضة.
فالنظام الغذائي الصحي والتمارين الرياضية، يشكلان ما يشبه الحلقة المغلقة، فعندما تتناول الطعام بشكل جيد، تحصل على دافع أكبر للحركة والتمرن ،وعندما تتحرك وتتمرن بشكل مناسب، ستحصل على دافع أكبر لكي تتناول الطعام الصحي.
ولكن تخيل معي على سبيل المثال، إذا اتبعت حمية منخفضة للغاية في الدهون والكربوهيدرات، عندها لن تصبح قادرا على التمرن، بل إن تلك الحمية ستجعل مزاجك غير سعيداً وستجعلك أقل رغبة في الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية أو حتى ممارسة أي نشاط آخر على الاطلاق. - المناطق المشكلة
المناطق المشكلة هي “الكرش” في الرجال، والردفين والفخذين عند النساء، وهي تسمى بذلك لأنه عندما تتناول سعرات حرارية زائدة عن الذي تحرقه في مجهودك فإنها تتراكم في هذه المناطق، مكونة طبقات الدهون، وهذه ليست هي المشكلة فقط، بل إنه عندما تقوم بالرياضة فإنه حتى عندما يتم بناء عضلات جيدة للبطن أو الردفين فإن الدهون تكون طبقة تغطيها، لذلك فإن الحل الأفضل هو أن “الوقاية خير من العلاج”، فمن أجل بطن وردفين مشدودين، ابتعد عن الآيس كريم والبطاطس الشيبس ولا تدلل شهيتك لأنك لن تستطيع إصلاح ذلك فيما بعد.
- ربما تصاب بالمرض أو حتى تتعرض للإصابة
فالغذاء منخفض الكربوهيدرات أو الدهون يستنزف مخك ويؤثر على قلبك بالسلب، فبالاستمرار في غذاء منخفض الكربوهيدرات فترة طويلة يؤدي لنقص بعض المكونات الدقيقة للغذاء ما يسبب التهابات في أنحاء الجسم، ما يعرضها للإصابة، أما نقص الدهون المستمر فهو يسبب الإصابات والكسور بسبب عدم قدرتها على احتمال الاستخدام لأنه لا توجد طبقات دهون كأنها وسائد تحمي الجسم من الكسور والإصابات وفوق ذلك إن مارست الرياضة العنيفة مع انخفاض الدهون فسوف يقلل هذا مناعتك، والحل الذي يضمن لنا الشيئين معاً، الشكل الجيد والصحة الجيدة هي أن يتلقى الإنسان أيام حرة من الحمية بتناول الحلويات، وتذكر، الرياضة تحافظ على الوزن فقط، أما الطعام الصحي فهو ما يقلله.