قطع علماء الفلك شوطاً طويلاً خلال السنين القليلة الماضية، فقبل حوالي ألف عام كنا نعتقد بأن الأرض هي مركز الكون المرقط بالنجوم، والآن أصبحنا قادرين على مراقبة عدد لا نهاية له من المجرات الكاملة المليئة بتريليونات النجوم والكواكب التي تعود إلى مليارات السنين.
مع تطور علم الفلك، تطورت أيضاً الأدوات التي نستخدمها للنظر إلى أعماق الكون، فمنذ اختراع التلسكوب الأول في القرن السابع عشر، استمر تطوير التلسكوبات لتصبح أكثر إثارة للإعجاب وأكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية لسبر أعماق الكون بطريقة أفضل، وهنا بعض من أقوى التلسكوبات التي تعمل في الوقت الحالي.
تلسكوب الفضاء هابل
استطاع تلسكوب الفضاء هابل، الذي أطلق في عام 1990، التقاط صور مميزة مثل مجال رؤية هابل العميق وسديم السرطان وسديم النسر، ولأن هابل يدور حول الأرض، فإن الصور التي يلتقطها تكون خالية من التشويه الناجم عن الغلاف الجوي للأرض، وتكون غاية في الدقة، مما يسمح لعلماء الفلك بالنظر في أعماق الزمان والمكان.
مرصد كيك
يقع مرصد دبليو ام كيك، الذي يعمل منذ عام 1993، على قمة ماونا كيا، البركان الخامد في هاواي، ويبلغ قطر المرايا الرئيسية لكل من التلسكوبين التوأمين في كيك حوالي 33 قدم، مما يجعلهما أكبر التلسكوبين بصريين ويعملان بالأشعة تحت الحمراء في العالم.
مرصد شاندرا للأشعة السينية
تم تصميم مرصد شاندرا للأشعة السينية، الذي تم إطلاقه في عام 1999، لالتقاط الأشعة السينية المنبعثة من المناطق الحارة جداً في الكون، مثل النجوم المتفجرة والمجرات والثقوب السوداء، ولكن ولأن الغلاف الجوي للأرض يمتص معظم هذه الأشعة السينية، كان لا بد على شاندرا أن يقوم بجمع ملاحظاته من الفضاء.
مقراب سبيتزر الفضائي
يهدف تلسكوب الفضاء سبيتزر، الذي أطلق في عام 2003، إلى دراسة الكون عندما كان في أيامه الأولى بالاستعانة بضوء الأشعة تحت الحمراء (على عكس هابل، الذي يرصد في الغالب الضوء المرئي)، والجدير بالذكر أن سبيتزر كان أول تلسكوب يستطيع التقاط الضوء من كوكب خارج نظامنا الشمسي، وقد استطاع تحقيق اكتشافات ضخمة حول المذنبات والنجوم والكواكب الخارجية، والمجرات البعيدة.
تلسكوب فرمي الفضائي لأشعة غاما:
يقوم تلسكوب فيرمي الفضائي لأشعة غاما، كما يوحي اسمه، بقياس أشعة غاما، وهي واحدة من أكثر الأشكال النشطة من الإشعاع في الكون، والجدير بالذكر أن هذا النوع من الأشعة عادة ما ينبعث من بعض أكثر الأشياء والأحداث عنفاً في الكون، مثل الثقوب السوداء الهائلة والنجوم المتفجرة.
تلسكوب الفضاء كبلر:
تم بناء تلسكوب الفضاء كبلر للبحث في الكون عن الكواكب، وذلك على أمل أن يتم العثور على عوالم أخرى شبيهة بالأرض قد يواجد عليها حياة غريبة، وما يقوم التلسكوب بفعله هو البحث عن ذلك التعتيم الخافت الذي يحدث عندما يعبر كوكب مسار واحدة من تلك النجوم، والجدير بالذكر أنه منذ أن أطلاق التلسكوب في عام 2009، تم اكتشاف الآلاف من الكواكب خارج نظامنا الشمسي.
مصفوف مرصد أتاكاما المليمتري/تحت المليمتري الكبير (مرصد ألما):
مصفوف مرصد أتاكاما المليمتري/تحت المليمتري الكبير هي مجموعة مؤلفة من 66 مرقاب راديوي تنتشر على طول 10 أميال، وعلى ارتفاع 16,000 قدم فوق في جبال الأنديز التشيلية، وفي الوقت الذي بدأ هذا التلسكوب بالعمل فيه في عام 2012، كان التلسكوب اللاسلكي الأكثر تقدماً في العالم، ولم يتم التفوق عليه سوى مؤخراً من قبل تلسكوب ميركات لاسلكي، الذي يتم بناؤه حالياً في جنوب أفريقيا.
تلسكوب ميركات اللاسلكي:
سيسمح تلسكوب ميركات اللاسلكي الذي يتم بناؤه حالياً في جنوب أفريقيا لعلماء الفلك برصد أشياء مثل المادة المظلمة وتطور المجرات، كما أن المصفوفة، التي ستتكون من 64 طبق لاقطاً للموجات الراديوية، ستكون أكبر التلسكوبات الموجوة في نصف الكرة االجنوبية وأكثرها حساسية، وعلى الرغم من أن التلسكوب لا يزال قيد الإنشاء، فقد استطاع بالفعل رصد أكثر من 1300 مجرة جديدة.