ما زال العلماء يعانون من موضوع كيفية تصنيف الحكة، فهل ترتبط الحكة بالألم، أم أنها أشبه بدغدغة، أم هي شيء آخر تماماً؟ الشيء الوحيد المؤكد، هو أن أحداً لا يحب أن يعاني منها، كما أن فهمنا المحدود لهذه الحالة جعل من علاجها أمراً صعب، ولكن دراسة جديدة قام بها باحثون في جامعة ديوك قد تؤدي إلى علاج للحكة في النهاية.
بشكلها الأساسي للغاية، تعتبر الحكة إحساس يؤدي إلى الرغبة بالحك أو القيام بالحك بطريقة لا إرادية، ويمكن أن تأتي نتيجة للدغات البق والصدمات النفسية أو حتى الحساسية، ولكن لا بد وأن يكون هناك شيء ما يحدث على المستوى الخلوي في الجلد يسبب هذه الحكة، ويبدو بأن باحثي جامعة ديوك قد حددوا الآلية الجزيئية الرئيسية التي تساهم في الإحساس بالحكة أثناء دراستهم للألم المتعلقة بحروق الشمس.
جاء التلميح الأول لهذا الأمر في عام 2013 عندما حدد فريق من جامعة ديوك بقيادة (ولفغانغ ليدتك) القناة الأيونية الموجودة في خلايا الجلد، التي تدعى (TRPV4)، والتي تنقل الشعور بالألم بعد التعرض للأشعة فوق البنفسجية العالية (أي حروق الشمس)، حيث تصدر قنوات الـ(TRPV4) جزيء يسمى (endothelin-1)، لذلك تساءل الباحثون إذا ما كان الـ(TRPV4) يرتبط بطريقة ما مع إثارة الحكة التي عادة ما تترافق مع التعرض لحروق الشمس، ويبدو بأن الدراسة الجديدة التي تم إجراؤها باستخدام الفئران تشير إلى أنه يوجد مثل هذا الرابط.
استخدم فريق ) ليدتك( فئران معدلة وراثياً تمتلك مستويات منخفضة من الـ(TRPV4) في خلايا جلدها، وعندما تم تعريض هذه الفئران للمركبات التي تسبب تهيج الجلد والحكة، كانت أقل عرضة للحك، وبالنظر بطريقة أكثر تفحصاً إلى آلية عمل الـ(TRPV4)، وجد الفريق يأنه يتسبب في إنتاج جزيء يسمى (pERK) داخل الخلية، كما أن تطبيق المركبات التي تعمل على تثبيط نشاط (TRPV4) أو (pERK) على الفئران العادية نجح أيضاً في الحد من الحكة.
هذا يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى تطوير أدوية تعالج الحكة على المستوى الجزيئي، لأن الـ(TRPV4) يوجد على سطح خلايا الجلد، ويمكن لأي علاج يتخذ شكل مرهم أن يتم تطبيقه بسهولة، حالياً، يعمل وفريق (ليدتك) بالفعل مع قسم الأمراض الجلدية في ديوك لاختبار مثل هذه المراهم.