بعد فشل محاولاتها الأربعة السابقة، ها هي شركة (سبيس اكس) تنجح بجعل المرحلة الأولى من صاروخها (فالكون 9) تهبط على المنصة البحرية، ليشكل هذا الهبوط نجاحاً حاسماً في مهمة مؤسس (ايلون موسك) في السيطرة على أعمال الوصول إلى الفضاء، بتخفيض تكاليف عملية الاطلاق من خلال إعادة استخدام المرحلة الأولى من صاروخ الشركة (فالكون 9)، وقد كانت مهمة الصاروخ تتمحور بإيصال مركبة التنيين (دراغون) الفضائية المحملة بالبضائع والمتجهة نحو محطة الفضاء الدولية إلى المدار.
كانت شركة صواريخ (موسك) قد بدأت باختبار صاروخها الذي يمكن إعادة استخدامه أثناء البعثات منذ عام 2014، ولكن هذه هي المرة الأولى التي يهبط فيها الصاروخ فعلاً على متن المنصة البحرية بنجاح، وذلك بعد تجربة سابقة كانت قد أسفرت عن انفجار هائل.
https://www.youtube.com/watch?v=ecLdz1p-_Rw
كانت (سبيس اكس) قد استطاعت في وقت سابق جعل صاروخها يهبط بنجاح على الأرض في كيب كانافيرال بعد إرساله في مهمة إلى محطة الفضاء الدولية في ديسمبر/ كانون الاول من عام 2015، ولكن مع ذلك، فإن استخدام منصة بحرية كان ضرورياً لجعل الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام مفيدة في توصيل الشحنات ذات الارتفاعات العالية، وهو الأمر الذي يتطلب وقتاً طويلاً لرحلة العودة إلى موقع الإطلاق.
يعتبر هبوط المرحلة الأولى من الصاروخ نجاحاً كبيراً لبرنامج صواريخ (سبيس اكس) القابلة لإعادة الاستخدام، والتي تخطط لخفض تكلفة الصاروخ إلى 40 مليون دولار لكل إنطلاقة صاروخية بدلاً من 60 مليون دولار لكل انطلاقة.
كانت فكرة إعادة استخدام الصواريخ حلماً في هذه الصناعة منذ فترة طويلة، فلم يكن أحد يعتقد بأن رمي الصواريخ بعد استخدامها لمرة واحدة فقط هو أمر معقول، ولكن العدد القليل نسبياً من عملاء إطلاق الصواريخ، إلى جانب التركيز على الموثوقية، جعل من الاستثمار في مجال التكنولوجيا القابلة لإعادة الاستخدام غير جذابة.
ولكن، بعد تأسيس شركة (سبيس اكس)، بدأ موسك يتصور إطلاق عشرات الصواريخ في السنة، وهي الرؤية التي تجعل من فكرة إعادة الاستخدام اقتصادية من الناحية النظرية، وهذا جعل الأمر الوحيد المتبقي هو التحديات التكنولوجية.
كانت شركة (سبيس اكس) تخطط لإنتاج صواريخ يمكن إعادة استخدامها منذ أن تأسيسها في عام 2008، ولكن اختبار التكنولوجيا التي يمكن إعادة استخدامها لم يبدأ بشكل جدي سوى بحلول عام 2012، وذلك حتى قبل تسليم حمولتها الأول من البضائع إلى محطة الفضاء الدولية.
في الشهر الماضي أشار المسؤول التنفيذي لشركة صواريخ منافسة تدعى (ULA)، بأن خطة (سبيس اكس) في إعادة استخدام الصواريخ هي خطة “غبية” وذلك خلال مجموعة من التصريحات الصريحة حول هذه الصناعة التي أدت في النهاية إلى استقالته، حيث يمثل نجاح هذه التجربة الأخيرة عدم صحة هذه الادعاءات بالكامل.
الجدير بالذكر أنه في وقت سابق من هذا الشهر، استطاعت شركة (جيف بيزوس) الفضائية (Blue Origin) التحليق بصاروخها القابل لإعادة الاستخدام شبه المداري، الذي يدعى (New Shepard)، للمرة الثالثة، لكنه أصغر بكثير ويعمل بسرعات أبطأ بكثير من صاروخ (فالكون 9) الذي يصل طوله إلى 70 متراً، علمًا بأن الشركتين خاضتا نزاعاً قضائياً بشأن الملكية الفكرية التي تتضمن هبوط صاروخ في قاعدة بحرية.