كان لعلماء العرب والمسلمين إسهامات متميزة في شتى أنواع العلوم والمعرفة، كما كان لهم الكثير من الإسهامات في علم الكيمياء منذ بداية عصر الإسلام. في هذا المقال سنذكر عدداّ من هؤلاء العلماء وبعضاّ من إسهاماتهم في مجال علم الكيمياء.
-
جعفر الصادق
أبو عبد الله جعفر الصادق من سلالة علي ابن أبي طالب رضي الله عنه، وسمي بالصادق لأنه لم يعرف عنه الكذب قط. تتلمذ على يديه الإمامان مالك وأبو حنيفة وجابر ابن حيان. وعاش في القرن الأول والثاني الهجري بالمدينة المنورة، وقد قضى حياته في طلب العلم وتدريسه وكانت له حلقات علمية بالمسجد، وهو من الرواد الأوائل في علم الكيمياء. وله رسائل قيمة في العدوى والجراثيم والعقاقير النافعة والضارة.
-
خالد ابن يزيد ابن معاوية
يعد من رواد العلماء العرب والمسلمين في الكيمياء، وقد أجمع العرب على أنه أول من بدأ الحركة العلمية بين المسلمين. وكان خالد بن يزيد حكيماّ في تصرفاته وقائداّ ملهماً، كما لقب بحكيم بني أمية، وسخر أمواله لخدمة العلم والعلماء. اهتم الأمير خالد ببعض فروع المعرفة كالكيمياء والطب والفلك كما كان شاعراً متميزاً.
اهتم بالكيمياء لاعتقاد الناس في ذلك الوقت أنه يمكن تحويل المعادن العادية إلى معادن نفيسة كالذهب والفضة. واستخدم علم الكيمياء لصناعة بعض الأدوية لخدمة الطب، كما اهتم في آخر حياته بالتأليف، فكتب عدة كتب ورسائل منها “كتاب الرحمة في الكيمياء” و”منظومة علم الحكمة في الكيمياء”. وهو أول من بدأ ترجمة العلوم التطبيقية والبحتة من لغات مختلفة إلى العربية. فجلب العلماء من مصر لذلك الغرض، وترجموا العلوم الكيميائية والطبية من اليونانية والقبطية إلى العربية.
-
جابر ابن حيان
يعد جابر ابن حيان ابن عبد الله الأزدي مؤسس علم الكيمياء ويلقب بشيخ الكيميائيين،
تلقى علومه على يد خالد بن يزيد بن معاوية وجعفر الصادق، وتعلم منهم الأسلوب العلمي لتطبيق العلوم. فكان يجري أبحاثه النظرية ثم يطبق عليها التجارب ليتأكد من صحتها ومن صحة نظرياته. له مؤلفات عدة في الكيمياء منها: “كتاب السموم ودفع مضارها” و”الحديد” و”الخواص” وغيرهم، وقد ترجمت مؤلفاته إلى اللاتينية.
اكتشف العديد من المركبات الكيميائية من خلال تجاربه المعملية مثل: التبخر والتكلس والتكثيف والتقطير والترشيح والإذابة والتصعيد والبلورة. وهو أول من اكتشف الصودا الكاوية وعدد من المحاليل الحمضية واستخرج ماء الذهب أو الماء الملكي، وحمض النيتريك والكلوريك والكبريتيك. كما اكتشف كلوريد الفضة ونترات الفضة والزرنيخ وكربونات البوتاسيوم.
-
يعقوب ابن إسحاق الكندي
عاش في القرن الثالث الهجري، وممن عارض بشدة تحويل المعادن الرخيصة إلى معادن نفيسة. وألف عدة رسائل في الكيمياء وفي العطور وأنواعها، كما حضّر أنواعاً من الحديد الفولاذ ( المستخدم في صناعة السيوف) بطريقة المزج والصهر.
-
أبو بكر الرازي
كانت له إسهامات بارزة في الكيمياء، وقد صنف ما يزيد عن 220 مصنفاً في الكيمياء والطب. ومن أشهر مؤلفاته الكيميائية “سر الأسرار”، كما أنه أول من أدخل الزئبق في تحضير المراهم. ومن أوائل من طبقوا معلوماتهم الكيميائية في ميدان العلاج والطب. وقد عاش أبو بكر الرازي في القرن الرابع الهجري.
-
أبو القاسم المجريطي
عاش أبو القاسم مسلمة بن أحمد المجريطي في القرن الرابع الهجري، ويقال أن مجريط هي مدريد حالياً (عاصمة أسبانيا). وهو من أبرز علماء العرب والمسلمين ببلاد الأندلس. سافر إلى بلاد المشرق واتصل بعلماء العرب والمسلمين وتعلم منهم ونقل عنهم العلم. ثم ذهب إلى قرطبة وبنى بها مدرسة لتدريس العلوم المختلفة، إذ تخرج من هذه المدرسة العديد من علماء الكيمياء المسلمين.
كان الرجل موسوعة متحركة في شتى أنواع العلوم والمعرفة، وامتاز أسلوبه بالدقة والملاحظة. وهو أول من حرر علم الكيمياء من السحر والطلاسم والخرافات التي كانت منتشرة في تلك الفترة الزمنية. أيضاّ أجرى العديد من التجارب الكيميائية، ويرجع إليه الفضل في تحضير أكسيد الزئبق.
ترك مؤلفات عدة في شتى أنواع العلوم، منها: كتاب رتبة الحكم وكتاب غاية الحكيم (في الكيمياء) والذي وصف فيه طريقة تنقية المعادن. كما أن فيه إشارة إلى قانون بقاء المادة، وقد ترجم الكتاب إلى اللاتينية. بالإضافة إلى ما سبق، فإن له رسائل في آلة الرصد والاستطراب. بالإضافة إلى أبحاثه في فروع الرياضيات المختلفة كالهندسة والحساب وأخرى في علم البيئة وتتبع التاريخ. وكتب عدة فصول للبحث عن ممالك النبات والحيوان والمعادن.
بالإضافة إلى ما سبق، فهناك العديد من العلماء المسلمين الذين لم يذكروا وكانت لهم إسهامات في علم الكيمياء وغيرها من العلوم. بعضهم في العصور الأولى من الإسلام والبعض الآخر في العهد الحديث.
المصادر: