يعود نجوم العلوم اكس مجددًا إلى الأضواء هذا الأسبوع وبجعبته حلقة يستضيف بها آخر متسابقين الجولة الحالية، جولة نمذجة المنتج، وفيها يتم العمل على المشاريع في مختبرات مغلقة يتشارك بها ثلاثة متسابقون يجمعهم حبُ العلم والانجاز. خلال الأسبوعين الماضيين ودعّ المجموعة متسابقان من أصل ستة، وفي هذا الأسبوع سيودع متسابقٌ آخر كما يشترط البرنامج ليكتمل المشهد بتواجد ستة متسابقين في التصفيات النصف النهائية، وهي مرحلة تقييم الأسواق.
ظهرت لجنة التحكيم كعادتها صعبة المِراس، فالحوار والمناورات العِلمية كانت جليةً، والتحدي كبير، والوقت لا يمكنه أن يسعف أي أحد. لذلك عمدَ بعض المتسابقين على أن يواجه تلك الظروف بنفس القوة، وكان فن الخطابة والتقديم الرائع هو السِمة الأميز في هذا الأسبوع. كما كان هو الحال مع المتسابق المهندس سالم الكعبي، وابتكاره “دهان الورنيش النباتي الآمن للفنانين” . يكون الرسّام في أبهى حلله حينما يمسك بريشةٍ ويقوم بتمريرها فوق لوحةٍ ما قد يستغرق العملُ عليها ساعات وربما أيامٍ طويلة، ولا سيّما تلك اللحظات المميزة التي ترافق اللمسات الأخيرة، المرور فوق الخطوط والمنحيات، التكتلات والتآكلات اللونية، فيكون جُل غايته الآن أن تكون الخاتمة تليق بتلك اللحظات البهية، لكن لا تبدو الأمور كما هي، حينما يقوم بفتح علبة الورنيش البترولية ليقوم بطلاء اللوحة كآخر لمسة، فالورنيش يبدو زميلًا مزعجًا للفنانين حينما يتعلق الأمر بالصحة مما فيه من مضار ورائحة سيئة.
يُعد الورنيش أو البرنيق مادةً عضوية لزجة، يتم استخدامه في الرسم للحفاظ على جودة اللوحة وألوانها، فبعد طلاء الرسمة بالورنيش تتكتل طبقة زيتية شفافة اللون تحمي اللوحة من الغبار والرطوبة. يقول المهندس سالم “أنا أحب الرسم، وأريد أن تكون الحساسية للألوان وليس من الألوان.” من تجربةٍ طويلة استطاعَ سالم ابتكار منظومة آلية تعتمد على لُبان عُماني محلي، لا يحتوي على أي سموم ولا يضر الفنان بأي شكلٍ. يقول سالم “مشكلتنا نحن الفنانين أنّ أغلب المنتجات التي نقتنيها تكون غنية بالمواد الكيميائية، مما تسبب أضرار في الجهاز التنفسي وحرقة في العيون وأيضًا الصداع.” وكما يوضح سالم فإنّ سبب قدومه إلى نجوم العلوم هو لاظهار جهازه الذي يصنع ورنيش طبيعي مئة بالمئة من اللبان العماني لخدمة الرسامين والفنانين.
ولا شيء أهم من الخصوصية، كما أوضحت المتسابقة سيليا خشني، ففي عالمٍ مدجج بالتكنولوجيا والأجهزة الذكية، أصبح الهروب من أعين الكاميرات أمرًا مرغوبًا به بشدة، وإن كان لظرف ساعتين من الزمن في المنزل على سبيل المثال، لكن ذلك حتى بات مهددًا، إذ أنّ المتطفلين وصلَ بهم الأمر إلى الاستعانة بطائرات بلا طيّار للتجسس، وابتكار سيليا “جهاز منع انتهاكات الطائرات بدون طيار لخصوصية المنازل” هو حلٌ لهذه المشكلة.
توضح سيليا “عندما كنت في الجزائر، كنت مسؤولة عن مشروع يتعلق بطائرات بدون طيّار، فتعمقنا في الدراسات، وجدنا أنّ مشكلة الخصوصية مشكلة عالمية.” يعدُ جهاز سيليا مثال مُصغر لأجهزة الملاحة، بحيث يقوم الجهاز بكشف الفضاء المحيط به على مساحة قطر معينة، ويقوم بالمراقبة الدائمة ورصد أي طائرة تعمل بدون طيّار، فتعمد على التشويش على آلة التصوير بها أولًا، ثم يقوم الجهاز بتعطيلها وابعادها، وذلك يعتمد كليًا على القرصنة الالكترونية.
وكما هي عادة البرنامج في استضافة مميزيه وخرجيه في الأعوام السابقة، وضيفُ هذا الأسبوع هو خالد أبو جسوم الحاصل على جائزة نجم العلوم في موسمه الرابع. يتحدث المهندس خالد عن عودته “في سنة 2014 سجلنا شركتنا في قطر، ثم حصلنا على براءة اختراع لابتكار طاهي، وفي سنة 2015 قمنا بصناعة نسخة مطورة وحصلنا على أول استثمار، أما سنة 2016 فكانت سنة اطلاق الهوية الجديدة، تغير اسم طاهي إلى أوليفر تزامنًا مع فتح فرعنا في كندا، واليوم لدينا فريق من تسعة أعضاء مع تمويل قد تخطى 2.5 مليون دولار بين المنح البحثية والاستثمار.”
غسان عويدات، الشابُ الطموح الذي لم يحالفه الوقت، لكنه كسب احترام لجنة التحكيم بسبب الاختراع المعقد الذي دأب على العمل عليه طيلة شهرين من الزمن، إنها آلة التنظيف العنكبوتية او “الروبوت المنظف لواجهات المباني بدون مياه”. بسبب المهمة المحفوفة بالمخاطر، وهي تنظيف شرفات المباني وناطحات السحاب، التي تعتمد على عمال ذي قلوب باردة وأيدي خفيفة، والكثير من الماء المستهلك، وجد غسان حلًا بديلًا لكل تلك المشاكل، وهو روبوت عنكبوتي ذكي للتنظيف يعتمد على ثاني أكسيد الكربون بدلًا من الماء، ويستدل طريقه عبر ملاحةٍ ذكية.
يقول غسان عن مشروعه “إنه يتجه نحو الحفاظ على البيئة لأن الجهاز الذي أقدمه يوفر على المستخدم استهلاك وهدر الماء.” ما هو مثير بمشروع غسان أنّ كل ما تم عرضه على الشاشة كان هو محصلة عمل فردي لمدة سنتين، فقد بدأ منذ الصفر كما أوضح، وبنى جهازه بنفسه وأخفق كثيرًا حتى وصلَ إلى ما هو عليه اليوم دون الاستعانة بأي أداة خارجية.
كما بدا للحضور، فلعل هذا المختبر هو أكثر المختبرات إثارةً لما جمع فيه ثلاثة مجالات مختلفة، وهي المجالات الإلكترونية والحاسوبية والكيميائية، فعلى مدار شهرين لم يهدأ أبدًا، وكان هذا الأسبوع هو أسبوع الحسم.
يا تُرى مَن مِن المتسابقين الثلاثة لم يحالفه الحظ للوصول إلى مرحلة المقبلة تقييم الأسواق؟