الشخير هو أحد أكثر مشاكل النوم شيوعاً، فأغلبنا يملك شخصاً من أفراد العائلة يعاني من مشكلة الشخير، كالأب أو الأم أو الأخوة أو الزوج، ويمكن أن يكون الشخص الذي يعاني من الشخير هو أنت, وبجميع الأحوال يعد الشخير من أكثر مشاكل النوم إزعاجاً للأشخاص الذين يشاركون المُشخِّر في ذات مكان النوم.
الشخير هو أحد أشكال اختلال التنفس أثناء النوم، وعلى الرغم من أن أغلب الأشخاص يعتبرون الشخير من المشاكل البسيطة، إلا أن هذه المشكلة لا ينبغي تجاهلها على الإطلاق،فإذا ترك المريض بدون معالجة، يمكن أن يسبب الشخير مشاكل حقيقية على صحة الإنسان ونوعية حياته، كما أنه يمكن أن يزيد من خطر التعرض لمشاكل صحية خطيرة، فضلاً عن أنه قد يخلق صعوبات في أثناء ممارسةالأداء مهام الحياة اليومية، فالشخير يسبب اضطرابات في النوم، وهذا يؤدي إلى حصول مضاعفات على صحة الإنسان وعلى حياته اليومية، فالشخير يمكن أن يؤدي إلى جعل النوم مجزءاً وغير مريحاً، والأشخاص الذين يعانون من الشخير غالباً ما يعانون من مستويات عالية من التعب والإرهاق خلال ساعات النهار، ويعانون من مشاكل في التركيز والذاكرة، فضلاً عن أن نوعية النوم غير الجيدة قد تسبب لهم الانفعال السريع وتقلب المزاج.
الشخير قد يسبب أيضاً صعوبة على صعيد العلاقات الشخصية، كون الشخص الذي يعاني من الشخير سيكون سريع الانفعال ومزاجي نتيجة لسوء نوعية النوم الذي يحصل عليه، وهذا يؤدي إلى تدهور العلاقات الشخصية، وغالباً ما يسبب الشخير مشاكل بين المتزوجين، كون أحد الزوجين الذي ينام مع شريكه الذي يعاني من الشخير تنخفض نوعية النوم لديه نتيجة للضوضاء الناجمة عن الشخير، وهذا ما سيؤدي بالنتيجة إلى شعوره بالتوتر والاضطراب، وينتهي الأمر غالباً بأن ينام الزوجين في غرف منفصلة، مما يحرمهم من التقارب والحميمية المفترض تواجدها في العلاقات الزوجية.
ضجيج الشخير يحدث عند مرور هواء التنفس في المجاري التنفسية، مما يسبب اهتزاز أنسجة الجزء الخلفي من الحلق، فعندما ننام، تسترخي عضلات الجزء الخلفي من الفم والحلق (مجرى الهواء العلوي)، وهذا الاسترخاء في عضلات الجزء الخلفي من الحلق يسبب تضيق مجرى الهواء، وهذا التضيق الذي يحدث في مجرى الهواء العلوي يكثف الاهتزازات التي تسبب الشخير.
أي شخص في العالم ذكراً كان أو أنثى، صغيراً كان أم بالغاً يمكن أن يعاني من الشخير، حيث تشير الاحصائيات أن حوالي 90 مليون بالغاً في الولايات المتحدة يعانون من الشخير، وبشكل عام يزداد خطر الإصابة بالشخير مع تقدم العمر، وإزدياد الوزن والتدخين، ولكن في بعض الأحيان يمكن أن يصاب البعض بالشخير بدون هذه العوام، فأحياناً يكون تشريح جسم الشخص لجهة تشكيل الرأس أو العنق أو الحلق قد يجعل المرء أكثر عرضة للشخير، بغض النظر عن العوامل الأخرى.
يمكن معالجة الشخير بطرق مختلفة، حيث يمكن التخفيف من الشخير عن طريق تغيير وضعية النوم، فيمكن للمُشخِّر الذي ينام بوضعية الاستلقاء على الظهر أن يخفف الشخير عن طريق تحويل وضعية نومه للاستلقاء على جانبه، كما أن إجراء التغييرات على نمط الحياة والسلوك كإنقاص الوزن، والإقلاع عن التدخين، والحد من استهلاك الكحول، قد يساعد أيضاً على الحد من وتيرة الشخير.
مع ذلك وفي كثير من الأحيان، فإن تغيير نمط الحياة والسلوك لا يخفف من الشخير، لذا تم اختراع جهاز جديد يعمل بتقنية (EPAP) أو تقنية الضغط الهوائي الإيجابي المعتمد على الزفير لمعاجلة الشخير، ومبدأ الجهاز يعتمد على تقنية تنفسية قديمة يتم استعمالها لمعالجة مشاكل النوم تسمى بـ(PAP) أو تقنية الضغط الهوائي الإيجابي، وتقوم هذه التقنية على ضخ الأوكسيجين إلى جسم الإنسان قبيل النوم لمعالجة اختلالات النوم، وقد استخدمت هذه التقنية بنجاح على مدى عدة عقود لعلاج مشاكل توقف التنفس أثناء النوم، أما جهاز (EPAP) فهو شكل جديد من أجهزة (PAP)، ويختلف عنها أنه يستخدم زفير النائم لتخفيف الشخير، وقد قامت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بترخيص أول جهاز يعمل بتقنية (EPAP) يسمى (Theravent) لعلاج الشخير، ويعتبر هذا الجهاز انطلاقة مثيرة وهامة في مجال معالجة اختلالات التنفس أثناء النوم.
تهدف تقنية (EPAP) للحفاظ على مجرى الهواء العلوي مفتوحاً، وذلك باستخدام ضغط الهواء الإيجابي الناتج عن زفير الشخص النائم، ويعمل جهاز (Theravent) على تطبيق تقنية (EPAP) من خلال جهاز صغير يتم لصقه على فتحتي الأنف عند النوم، حيث يحتوي الجهاز على صمامات صغيرة تستخدم هواء الزفير لخلق ضغط إيجابي في المجرى التنفسي، وهذا الضغط يمنع مجرى الهواء في الحلق من التضيق، مما يؤدي إلى تخفيف الشخير أو القضاء عليه نهائياً، ويوجد حالياً أدلة علمية قوية تشير أن تقنية (EPAP) هي وسيلة فعالة لعلاج مشاكل التنفس أثناء النوم، بما في ذلك الشخير وتوقف التنفس أثناء النوم.
يبقى أن نقول أن الشخير قد يؤدي إلى حصول عدد من المشكلات الصحية الخطيرة، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية، والسكري من النوع 2، كما أن الشخير بحد ذاته يمكن أن يكون أحد عوارض الأمراض الأكثر خطورة المتعلقة بإضطرابات النوم مثل توقف التنفس أثناء النوم، لجميع هذه الأسباب، فمن المهم حقاً علاج مشكلة الشخير على وجه السرعة، قبل حدوث المضاعفات الخطيرة، وحالياً فإن تقنية (EPAP) تقدم وسيلة جديدة وفعّالة للحد أو للقضاء على الشخير، بهدف تأمين مستقبل صحي ونوم مريح.