لطالما ارتبطت الطائرات دون طيار بالتجسس والقتل والذكريات السيئة، لهذا ظهر تيار قوي ينادي بطائرات دون طيار لمساعدة الناس، ونادى البعض بما أسموه “كأس العالم للطائرات دون طيار”، لكن الإمارات العربية المتحدة كانت صاحبة المبادرة الحقيقية عندما أعلنت عن مسابقة بقيمة مليون دولار أسمتها “طائرات دون طيار لخدمة الإنسانية”، معلنة رغبتها في أن تكون أول دولة في العالم تستخدم هذه الطائرات بشكل رسمي في المجالات المدنية، وبوجود جائزة بهذه القيمة الضخمة استقطبت المسابقة الأفكار من كل ركن في هذا العالم، لتعلن فوز فريق سويسري بالجائزة الأولى عن طائرته “جيمبال”.
بعد الكوارث الطبيعية مثل الزلازل أو حريق أو عاصفة، نحتاج إلى البحث عن الناجين بأسرع ما يمكن، والطائرات دون طيار هي أفضل حل لهذا الأمر، لكن المشكلة أن هذه الظروف تجعل استخدامها صعباً جداً، بل ومستحيلاً، بسبب العقبات التي تصدم الطائرات وتسقطها قل أن تبلغ هدفها، ففي كارثة انفجار مفاعل فوكوشيما مثلاً، لم تستطع طائرة بدون طيار واحدة أن تصل إلى موقع الكارثة.
وتعد “جيمبال” أول طائرة دون طيار في العالم لا تتأثر الصدمات، وقد قال الفريق أن هدفه حين صنعها كان تقليد الحشرات، التي تستطيع أن تصطدم بالعقبات مثل الشبابيك أو الأشجار ثم تستمر في الرحلة، فصنعوا لها شيئاً يشبه قفصاً كروياً من ألياف الكربون محاط بهيكل كروي آخر يدور باستمرار، يستطيع أن يمتص الصدمات عندما تصطدم الطائرة بالجدران أو الأعمدة أو السقف دون أن يتأثر الجزء الداخلي، كي تستطيع أن تكمل طريقها، وبهذا لن تحتاج المجسات الحساسة للعقبات أو للبرامج الكثيرة مثل الطائرات الأخرى، وسوف تغير الطريقة التي نبحث بها عن الناجين في الكوارث وإنقاذهم إلى الأبد، كما سيمتد تأثيرها إلى أبعد من ذلك بكثير.