الكثير منا يربط الشيخوخة بحالات التدهور المعرفي وأمراض القلب والأوعية الدموية والتهاب المفاصل ومرض السكري الذي يصيب البالغين وهشاشة العظام والتعب المزمن، ولكن الحقيقة أن الكيفية التي يشيخ فيها الجسم تعتمد جزئياً فقط على الأنماط الوراثية التي يرثها الشخص من عائلته، لذلك فإنه يمكن لأي أحد السيطرة نتائج الشيخوخة عن طريق التحكم بنمط حياته ومعتقداته أو العقلية التي يختار التمسك بها.
في النهاية، كل شخص منا يسعى لأن يكون قادراً على الاحتفاظ بمرونة جسده، وأن يستطيع استخدام طاقته بكفاءة، وأن يتعامل مع التوتر بشكل فعال، فإذا كنت من هؤلاء الأشخاص إليك ما يجب أن تأخذه في اعتبارك أثناء تقدمك بالعمر:
- حاول تطوير مرونة جسدك وتوازنه:
تشير الدراسات إلى أن تحسين مرونة العضلات يمكن أن يكون له أثر في تحسين نوعية الحياة للأشخاص الذين هم في منتصف العمر وما بعد، فالمرونة أمر ضروري ليس فقط لعضلات الذراعين والساقين والظهر، ولكن أيضاً لعضلة القلب والأوعية الدموية، وبالتالي فإن هذا الأمر سيؤثر إيجابياً على الخلايا العصبية في الدماغ.
نصيحة: حاول ممارسة بعض تمارين التمدد اللطيفة واليوغا، أو التاي تشي كل صباح.
- تناول الطعام الصحي:
هناك الكثير من الأدلة التي تشير إلى أن الشيخوخة تتأثر بوظائف الاستقلاب والمناعة ووظيفة أجهزة الجسم المختلفة الأخرى، ولكن هذه الوظائف يمكن التلاعب بها بشكل إيجابي من خلال إدخال بعض التغييرات على النظام الغذائي والخيارات الأخرى التي تخص نمط الحياة.
نصيحة: تجنب تناول الأطعمة الصعبة الهضم أو الاستقلاب أو التي تفسد عملية التمثيل الغذائي لديك، وأكثر من الحبوب الخالية من الغلوتين، وتناول الخضار والفواكه والأعشاب الغنية بالبروتينات والدهون الصحية مثل الأفوكادو، وزيت الأوميغا 3 (حبوب زيت السمك على سبيل المثال) وزيت جوز الهند.
- حافظ على قوة جسدك:
كلما زادت قوة الجسم، كلما زادت كفاءته في استخدام الطاقة وزادت قدرة الدماغ على العمل بسهولة ووضوح، وقد بينت الدراسات بأن القيام بتمارين القوة لا يفيد فقط بتحسين العظام والكتلة العضلية، ولكنه أيضاً يحسن من حالة القلب والأوعية الدموية وضغط الدم ونسبة الجلوكوز (السكر) والدهون (الكولسترول) في الدم، وربما يجعل جينات الجسم تعمل بذات المستوى التي كانت تعمل به في فترة الشباب.
نصيحة: لتقوية جسدك، قم بممارسة بعض تمارين الحديد أو حاول ممارسة تمارين اليوغا المتقدمة، ولتقوية الدماغ حاول القيام ببعض التمارين العقلية كتمارين الذاكرة.
- أعط جسمك وقتاً للراحة والاسترخاء والتأمل:
تعتبر الراحة والاسترخاء والنوم بذات أهمية الحركة والنشاط بالنسبة للجسم، حيث تشير بعض الدراسات إلى أن الممارسة المنتظمة للتأمل على المدى الطويل يرتبط مع انخفاض نسبة فقدان المادة الرمادية في الدماغ (والتي يحتاجها الدماغ للقيام بالمهام المعرفية)، كما أظهرت دراسات أخرى أن ممارسة التأمل بشكل منتظم يمكن أن يقلل من الهبات الساخنة.
نصيحة: ابدأ بممارسة التأمل باستخدام التقنية التي تناسبك، ولتبدأ أولاً بـ5 دقائق يومياً حتى تصل إلى 20 دقيقة يومياً، كما أن تناول منقوع الأعشاب مثل البابونج أو أخذ حمام قبل النوم يمكن أن يساعدك على الاسترخاء أيضاً.
- حاول التفكير بطريقة إيجابية دائماً:
أثبت العديد من الدراسات العالمية أن الاستجابة الوهمية أو الاعتقاد بأن الإجراء أو التدخل المتبع سيكون له نتائج إيجابية يمكن أن يؤدي إلى حدوث تغييرات بيولوجية وفيزيولوجية إيجابية حقيقية، بما في ذلك خفض ضغط الدم، وخفض التوتر العضلي، والحد من الالتهاب، وتحسين نشاط الدماغ، وبالإضافة إلى ذلك، فقد وجدت دراسة قامت فيها جامعة كانساس في عام 2010 بأن التفاؤل يمكن أن يكون له نتائج إيجابية كبيرة على الصحة البدنية.
نصيحة: حاول ضبط نفسك عندما يقوم عقلك بقيادتك نحو الأفكار والمعتقدات السلبية وحاول إعادة توجيه أفكارك إلى المنحى التفاؤلي واختر استعادة الذكريات الجيدة أو فكر في منظر الغروب الجميل أو بوجه شخص تحبه.
- أكد لنفسك دائماً أنك على تمتلك ما تريده:
إكتب بضعة أقوال إيجابية لتحملها معك لتنظر إليها دائماً في أوقات الحاجة، وهنا بعض الأمثلة:
أنا أمتلك كل ما يحتاجه الشخص للشعور بحالة جيدة من قوة وثقة وجاذبية.
أنا أحب الشعور بالقوة والحيوية والثقة.
أخيراً إليك النصيحة الأخيرة: لا تدع الوقت يسبقك بل حاول أن تجعل الوقت يحاول مواكبتك.