بحجم أقل من واحد ميكرون، يمكن للمحرك النانوي (متناهي الصغر) (nanomotor) أن يحدث ثورة في طريقة التحكم بحقن الدواء.
تم تطوير هذا المحرك المجهري الذي يعد الأصغر والأسرع والأكثر دواماً بين المحركات النانوية (متناهية الصغر) حتى الآن، من قبل الباحثين في كلية كوكريل للهندسة في جامعة تكساس.
تم تصميم هذا المحرك بحجم أقل من واحد ميكرون – أي ما يعادل 500 مرة أصغر من حجم حبة الملح – بحيث يمكنه أن يتسع داخل خلية بشرية, كما أن بإمكانه العمل لـ15 ساعة متواصلة بسرعة 18000 دورة في الثانية, أي ما يعادل سرعة عمل المحرك النفاث، وبمقارنته مع معظم المحركات النانوية التي تدور بسرعة تتراوح بين 14 إلى 500 دورة في الثانية، يكون هذا المحرك هو الأقوى.
وقد تمت تجربة المحرك بنجاح في بيئة غير بيولوجية, حيث يقوم بأداء ثلاث مهمات، فهو يستطيع التنقل ضمن السوائل وبذات الوقت يستطيع أن يخلط ويضخ المواد الكيميائية الحيوية, ولاختبار قدرة المحرك على توصيل الدواء, قام الباحثون بتغليف سطحه بمواد كيميائية حيوية، فتبين أنه كلما زادت سرعة دوران المحرك, أصبحت سرعة إطلاق الدواء أكبر.
و يشير رئيس الباحثين والمهندس الميكانيكي المساعد الأستاذ(دوغلي فان) أنّ الباحثين استطاعوا التحكم بمعدل إطلاق جزيئات الدواء باستخدام ميكانيكية التناوب، وهذا ما جعل هذا المحرك النانوي هو الأول من نوعه الذي يسمح بالتحكم بمعدل إطلاق الدواء من على سطح الجزيئات النانوية، ويُعتقد بأن المحرك سيساعد في تطوير الدراسات التي تختص بتوصيل الدواء و نقله من خلية إلى أخرى.
أخيراً، فمن المتوقع أن يتم استعمال هذا الجهاز من أجل التحكم بحقن الأنسولين، أو في علاج الخلايا السرطانية بدون المساس بالخلايا السليمة.