جزيئات قصيرة الحياة لايمكن كشفها مباشرة، لكنها تؤثر على مقادير فيزيائية أخرى – مثل كتلة جزيئ ما أو القوة الكهربائية بين جزيئين مشحونين- بطرق يمكن قياسها.وجود الجزيئات الافتراضية هو ظاهرة ميكانيكية-كمية بكل معنى الكلمة. يمكن لهذه الجزيئات أن تظهر من لاشيء – الفراغ Vacuum- وبسرعة كبيرة لتعود وتختفي فيه. من الممكن أيضاً أن تنبعث من جزيئات حقيقية لمسافات قصيرة ثم تختفي من جديد إثر احتكاكها بجزيئات أخرى. مبدأ الشك أو عدم الثبات لهايزنبرغ Heisenberg يحدد فترة زوالها والمسافة القادرة على قطعها.
الجزيئات الافتراضية هي نعمة ونقمة بنفس الوقت. هي نقمة لأن وجودها يجعل الحسابات الخاصة بعملية بسيطة ظاهرياً – كالقوة الكهربائية بين إلكترون وبروتون- أعقد إلى حد كبير. هي نعمة لأنها تساهم بوجودها الغير مباشر في العمليات التحت ذريّة Sub-atomic في كشف جزيئات وقوى جديدة تفوت الإنتاج المباشر من أقوى مسرعات الجزيئات طاقة.
استطاع العلماء – على سبيل المثال – قياس مساهمة الجزيئات الافتراضية في كتلة البروتون وإلى القوة الجاذبة بين صحيفتين معدنيتين. استطاعت التجارب أيضاً أن تقيس المساهمات الافتراضية من جزيئ هيغز Higgs particle ي لم تكتشف بعد، وهي المفتاح لمعرفة أصل الكتلة.
بهذا الشكل لانكون واثقين فقط من وجود هذا الجزيئ لكن لدينا أيضاً فكرة جيدة عن مكان إيجاده.
كريغ ديوكس، جامعة فرجينيا
المقال مترجم من مجلة Symmetry، عدد حزيران 2009. مجلة مشتركة من Fermilab و SLAC.