هذه الدراسة وجدت أول رابط مباشر بين السمنة وسرطان البنكرياس، والتي أجراها الباحثون في مركز جونسون للسرطان، وقادها الدكتور جيدو إيبل الأستاذ المقيم في قسم الجراحة في مدرسة دافيد جيفين للطب، إذ أجراها على مجموعتين من الفئران متطابقتين جينياً، أعطى الأولى منها غذاء عالي الدهون وعالي السعرات الحرارية وأعطى الأخرى نظاماً غذائياً عادياً.
زادت المجموعة الأولى حوالي 15.9 جراماً في أوزانها في سنة تقريباً، وأصبحت سمينة وزائدة الوزن، أما الفئران الأخرى فقد زادت بمقدار 7.2 جراماً، وقام الباحثون بأخذ شريحة من بنكرياس المجموعتين لإرسالها إلى مختبر الباثولوجي لأجل اختبارات الأمراض.
فوجئ العلماء بوجود تلف في بنكرياس معظم مجموعة الدهون والسعرات العالية، على شكل بقع قليلة من سرطان ما يزال محصوراً في الطبقة السطحية لنسيج البنكرياس ويسمى السرطان المحصور PanINs، وهو يأخذ وقتاً طويلاً ليصبح سرطاناً حقيقياً.
وسرطان البنكرياس هو واحد من أكثر السرطانات المميتة في الإنسان، والمشكلة أنه لا يعبر عن نفسه بالأعراض والعلامات التحذيرية لوقت طويل، لذلك لا يشخص باكراً، ولذلك يأتي المريض في مراحله النهائية بعدما يصبح من غير الممكن عمل شيء له.
وحسب المركز الوطني للسرطان فإن سرطان قناة البنكرياس وهو واحد من أكثر السرطانات شيوعاً في البنكرياس، هو رابع سرطان يقتل الناس في الولايات المتحدة، كما قالت دراسة لمركز جونسون للسرطان أن فرص عيش المريض خمس سنوات هي 3-5%، أما المدة المتوسطة التي يعيشها المريض بعض أن تظهر عليه الأعراض هي من 4 إلى ست شهور فقط.
أساليب العلاج الحالية محدودة في العدد والكفاءة، ولذلك يضع البحث تركيزه على الاستراتيجيات الوقائية، وما يحدث في الفئران مشابه جداً لما يحدث في الإنسان، وتلف البنكرياس الذي ثبت أن السمنة والدهون تسببه يأخذ وقتاً طويلاً قبل أن يتطور إلى هذا السرطان المميت، لذلك فهناك وقت كاف للوقاية منه وتغيير أنظمتنا الغذائية وتقليل دهونها وسعراتها الحرارية، قبل أن يفوت أوان ذلك.